سحابة الإعلان تمطر خارج الحدود
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
السوق السعودية الاستهلاكية هي الأكبر على مستوى منطقة الشرق الوسط وهذا يؤشر إلى أن المعلن في هذه المنطقة ومن جميع أنحاء العالم يسعى إلى الوصول إلى هذه السوق لتسويق منتجاته، ويقدر حجم سوق الإعلان لدينا بما يزيد على ملياري دولار سنويا وهذا الرقم مرشح للزيادة نظرا للطفرة الاقتصادية والمشاريع الضخمة التي تحملها “رؤية 2030” .
ويقول الدكتور عبيد بن سعد العبدلي الباحث المختص بالتسويق والإعلان “إن المملكة تعد سوقا كبيرة وجاذبة لمعظم وكالات الدعاية والإعلان الدولية وهو ما جعل عددا كبيرا منها يسيطر على السوق ويتحكم فيها وفي أسعارها مشيرا إلى أن الجهات والمؤسسات الكبيرة تفضل العمل مع الشركات العالمية” وبناء على هذا الرأي من خبير مختص يمكن القول: إن سحابة الإعلان السعودي تمطر خارج الحدود خاصة أن جميع العاملين في وكالات الإعلان التي تسيطر على السوق السعودية غير سعوديين ما جعل نوعية الإعلانات ومفرداتها وعباراتها مستوردة ولا تتناسب مع الذوق المحلي الأصيل بعكس الإعلان في دول العالم، ومن هنا فإن الشباب السعودي المبدع الذي يمكن أن ينتج مواد إعلانية مميزة اتجه إلى شبكة التواصل الاجتماعي وأصبح بعض الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص يعتمد على أفراد يسمون بالمشاهير للتسويق والإعلان بشكل فردي لا يخدم صناعة الإعلان الحقيقي أو يؤسس لها بشكل صحيح، وما عدا بعض الشركات القليلة فإن هناك نقصا كبيرا في الشركات الإعلانية المواكبة لصناعة الإعلان المتطور في بلادنا التي بدأت صناعة الإعلان فيها قوية وجاذبة ثم تراجعت خلال الأعوام الماضية ونحن الآن على أبواب طفرة إعلانية جديدة يؤمل أن يكون للصحافة الورقية التي تعاني حاليا نصيبا منها حتى ولو على مواقعها الإلكترونية.
المهم الآن أن يتم إيجاد شركات إعلان قوية تعيد سحابة الإعلان لتمطر داخليا، ولعل دعوة تركي الشبانة وزير الإعلام في منتدى الإعلام السعودي للشركات الإعلانية السعودية التي خرجت من السوق للعودة إليه أن تجد استجابة ليس فقط من الشركات السابقة وإنما من المستثمرين لتكوين شركات جديدة وقوية، وستجد التسهيلات كما قال وزير الإعلام.
وأخيرا: سوق الإعلان السعودية مقبلة على توسع كبير لزيادة المنافسة التجارية ودخول منتجات استهلاكية جديدة وعلى الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارتا الإعلام، والتجارة والاستثمار أن تعملا على تأسيس شركات قوية يسهم فيها صندوق الاستثمارات العامة ومحطات التلفزيون المملوكة لمستثمرين سعوديين وهي المستفيد الأكبر والمؤسسات الصحافية ولو بمساهمة رمزية على أن تدار هذه الشركات بقيادات سعودية ويعمل بها المبدعون في مواقع التواصل الاجتماعي ولا بأس من خبرة أجنبية بعقود محددة تنتهي بعد توافر الكفاءات السعودية في المجالات الفنية المطلوبة، وستوفر هذه الشركات آلاف الوظائف للشباب والشابات السعوديات وهذا من أهم أهداف الـ”رؤية” التي حركت جميع مفاصل الاقتصاد السعودي لتحقيق مزيد من النجاحات في جميع المجالات.
علي الشدي
نقلا عن (الاقتصادية)