نساء القريات والباب المغلق

بعض المسؤولين لم يدركوا بعد توجهات الدولة – أيدها الله – بفتح الأبواب أمام المواطنين . فهم لا يزالون يعتقدون بأن وجود مدير مكتب يأمر وقبله سكرتير ينهر  أمام مكاتبهم ، سيمنع المواطن أو المواطنة من الوصول لهم .فاتهم أن هناك وسائل تواصل تنقل كل صغيرة وكبيرة للمسؤول الأول في هذه البلاد المباركة . فلا شيء يمكن إخفاؤه ، ولا تصرف أحمق يمكن التستر عليه ، ولا تسلط على الناس يمكن السكوت عنه… أحيانا أعتقد بأن بعض المسؤولين لا يتابعون ماذا يجري من حولهم . فكم من مسؤول دفع ثمن مكابرته وتعاليه على الناس . وكم من مقطع مصور وصل لأكبر مسؤول في الدولة في دقائق.

الحياة تغيرت وهذه النوعية من المسؤولين لا يريدون أن يغيروا ما بأنفسهم . بعضهم يرى أنه فوق أي نقد ، ولهذا يتظاهر بالمظلومية ويصور نفسه عند رؤسائه ومراجعه بأنه مستهدف يبحث عمن يحميه ويدافع عنه . مع أنه كان بإمكانه الوقوف على محل النقد ليعرف إن كان التقصير من موظفيه فيعاقبهم أو يصلح حالهم ، أو أن النقد كيديا فيرفعه للجهات المختصة بالدلائل والإثباتات .

آخر المقاطع كان لنساء القريات اللاتي وقفن أمام باب محافظة القريات . وبغض النظر عن صحة مطالبهن من عدمها ، فإن إغلاق الباب أمامهن لمقابلة حرم سمو أمير منطقة الجوف ، هو تصرف غير مقبول ، ومخالف لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين – أيده الله ، بأن تكون أبواب المسؤولين مفتوحة للمواطنين ، بل إنه – حفظه الله – أشار لمقامه الكريم بأن أبوابه مفتوحه وخطوط الإتصال بالديوان ميسرة . فما الذي يدفع أي مسؤول لإغلاق الأبواب مع أن هناك دعوة عامة لنساء القريات للالتقاء بسمو الأميرة !؟ . أعلم جيدا أن القيادة ستوجه إن لم تكن قد وجهت فعلا ، بالإستماع فورا لمطالب النسوة اللاتي كن في المكان ، فإن كانت مطالبهن محقة ، فليبشرن بسعدهن ، ولن يضيع حق لهن ، كما لن تهدر كرامتهن .

ما حدث في القريات نأمل ألا  يحدث مستقبلا مع أي مسؤول آخر في أي منطقة أخرى ، فالقيادة – أعزها الله –  تضع المواطن وكرامته في أولوياتها ، وأن المرأة السعودية بالذات لن تظلم أبدا في عهد الكرامة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – من كل سوء . ولكم تحياتي.