الرأي , سواليف
جات تكحلها أعمتها
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بكل جدية أقول إن الفتاة التي ظهرت في مقطع تافه مع شخص غير كفؤ ، كلاهما لا يستحق هذه الأسطر ، فهما أقل من أن نضيع وقتنا في الكتابة عنهما وعن فعلتهما التي لم تخل من المجاهرة بالفعل الفاضح ، ولولا أن تجاوزهما في ذلك المقطع قد مس المجتمع السعودي والتغير الذي يمر به والرؤية التي نسير عليها ، لما كتبت حرفاً واحداً عن هذين التافهين ، ومع أن الكثير من المشاركين في الهاشتاق الذي دشنه المخلصون من أبناء الوطن ، تناول جنسية تلك الفتاة ، إلا أنني لا أحبذ التعرض لجنسيتها وأهلها ومجتمعها ؛ فالقضية قضيتها والتصرف هو تصرف شخصي منها ، ولا أرى أهمية لجنسيتها ، كما لا يهمني إن كان الرجل الذي ظهر معها في المقطع هو سعودي أو متسعود أو مجنس . فالأمر متعلق بمحتوى ما ظهر في المقطع من إسفاف بثوابت مجتمعنا ، ناهيك عن الحركات الوقحة ، والإيحاءات السمجة التي نخجل أن نراها أو يراها أبناؤنا وبناتنا .
الإسقاط كان واضحاً على التغيير الذي يشهده مجتمعنا نحو الوسطية والبعد عن التشدد ، وهو التغيير الذي لم يعجب الفئات المتطرفة ، وما قاله ذلك التافه من همز ولمز وإسقاط ضد الترفيه ، واعتبار ما يقومان به يتماشى مع فعاليات الترفيه التي بددت الكثير من التشدد الذي عشناه لعقود طويلة، وهو بذلك يتبنى مواقف واضحة تحرض الناس على حكومتهم ، وتصوير رؤية المملكة 2030 وكأنها تدعو للفجور والخروج على العادات والتقاليد والثوابت التي يتمسك بها كل سعودي مهما كانت توجهاته .
تلك الفتاة الوقحة والحقيرة ، تقول إن جدها هو من أسس دولتنا ، وهي لو كانت تعرف التاريخ وتفهم الأحداث ، لما قبلت أصلاً أن تظهر في مقطع أقرب للمشاهد الإباحية منه للمشاهد الإعلانية التي تدعي بأنها ذهبت لتصويرها . ولو أنها سكتت لكان أهون عليها ، لكنها وكما يقول المثل “جات تكحلها فأعمتها” . باختصار أقول لهما إن المعصية خطيرة والأخطر منها المجاهرة بها ، وإذا كان عقاب الآخرة بيد الله عز وجل فهو الذي يغفر وهو الذي يعاقب ، فإن المجتمع السعودي بأكمله يأمل في أن يقتص القضاء والقانون له بعد هذه الإساءة الكبيرة . ولكم تحياتي .