الرأي , سواليف
مطر يوم ومعاناة دوم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أشعر كما يشعر غيري سواء من الكتاب أو من المواطنين العاديين بأسفٍ شديدٍ عندما نتحدث عن أوضاع شوارعنا في موسم الأمطار ، والسبب أننا بتنا كالببغاوات نعيد نفس الكلام كل عام ، دون أن تتغير الأمور في الميدان . أسفٌ ومرارةٌ لأن المطر الذي انتظرناه طويلاً لم يستمر إلا يوماً واحداً ، ومع ذلك فإن عدداً من الشوارع والطرق خرج من الخدمة ، فتجمعت السيارات وتسببت في تعطيل الناس عن أداء أعمالهم .
قد يقول أحدكم: “إن الوضع هذا العام أفضل من العام الماضي ، وإن ذلك العام كان أفضل مما سبقه” ، وقد أتفق بعض الشيء مع من يردد هذا الكلام ، لكنني آسفٌ أن تكون الحلول “ترقيعية” ، فالشق سيتسع أكثر وأكثر من خلال مخططات جديدة يتم اعتمادها بلا خدمات لتصريف الأمطار ، وأحياء حديثة ستضاف للأحياء التي هي بحاجة لحلول دائمة . باختصار: إذا ما استمرت خطة الأمانة الترقيعية من خلال مشاريعها “الجزئية”، وتجاهلت وزارة النقل مصائب أنفاقها ، فإن الحال سيستمر لعشرات السنين القادمة ، بل ربما إلى ما هو أسوأ من هذا الحال المائل .
حديث المجالس هذه الأيام ، يدور حول البنية التحتية لحاضرة الدمام ، وهي بنية لم تعد تتناسب في الكثير من جوانبها ، مع الاحتياجات المطلوبة لجودة الحياة التي أشارت إليها رؤية المملكة 2030 ، ومن أهمها الشوارع والطرق وتصريف الأمطار . هذه الاحتياجات لا يمكن تأمينها من خلال اجتهادات أو مشاريع صغيرة متناثرة هنا وهناك . بل تحتاج لخطة أكبر وأشمل سواء فيما يخص الأمانات والبلديات ، أو ما يتعلق بوزارة النقل التي يبدو أنها لا تريد الاستماع للمواطنين ولا تضع حلولاً لمطالبهم .
أتفهم أن مشاريع تصريف الأمطار مكلفة بعض الشيء ، لكن نحن نتحدث عن بنية تحتية لعشرات السنين القادمة وليس لسنة أو سنتين ، وهذه قضية واضحة لا تحتاج حتى إلى استشراف للمستقبل . فمعدلات النمو السكاني والتمدد العمراني واضحة حتى للمواطن العادي ، ولا تحتاج لدراسات أو استشراف كما تطرحه الأمانة ، وكل عام تتأخر تلك الجهات عن تنفيذ ما هو مطلوب منها اليوم من مشاريع ، فإنها ستجد نفسها مستقبلاً أمام مشاكل معقدة لا يمكن حلها بسهولة .
أمطار الأمس ، والتي تفاخر الأمانة بأنها نجحت في شفطها من الشوارع في وقت قياسي ، لم تستمر إلا لساعات ، ولا يعلم إلا الله كيف سيكون الحال لو استمرت لعدة أيام !! . ثم إن عملية الشفط عن طريق المضخات المنتشرة في بعض التقاطعات ، لا تليق بحاضرة الدمام ولا بأمانتها . ولكم تحياتي.