الرأي , رياضة
التجنيس الرياضي وفوائده على الكرة السعودية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في ظل التراجع الواضح في بروز (نجوم) بالكرة السعودية قادرين على نثر الإبداع والرهان عليهم منذ عشرات السنين فمن الظلم تسليط الانتقاد أو الانتقاص مما حققه منتخبنا إلى الآن .
تراجع مخيف لأندية كبيرة : الأهلي والاتحاد والاتفاق والشباب والنصر في إمداد المنتخب باللاعبين السوبر ، كما كان الحال زمان ، فالساحة الكروية البارزة على مستوى اللاعب السعودي متمركزة في فريق واحد (الهلال) فأين إنتاج البقية؟.
أعتقد أن قرار التجنيس الرياضي ، وهو جزء من قرار التجنيس للمبدعين في شتى المجالات ، والذي أقره مجلس الوزراء سيكون مكسباً حيوياً بعودة التوهج الكروي للمنتخب السعودي.
هذا القرار عند تفعيله رياضيًا سيكون محفزاً قوياً ليس من أجل الوصول لنهائيات كأس العالم فقط ؛ بل الوصول إلى مراحل متقدمة ، فالتجنيس سيكون فقط مركزاً على الأفضل ، وهذا سيقود المنتخب السعودي لمرحلة أفضل .
أتحدث هنا عن كرة القدم ، وأرى أن التجنيس للمبدعين رياضيًا سوف يشمل كل مجالات كرة القدم بما فيه إداريين وأعتقد بأن التجنيس الرياضي سيكون جزءاً من الحل ، ولكن أتمنى ألا يكون التجنيس مركزاً في أندية معينة تستفيد منه دون غيرها فمن المهم أن يخدم التجنيس الكرة السعودية بزيادة قوة الفرق التنافسية واتساع مساحة التنافس لعدد كبير ؛ لكي تكون لدينا مساحة أكبر من اللاعبين أصحاب الفورمة الرياضية العالية ، ويعود ذلك على منتخبات قوية ذات ثقة كبيرة لتحقيق الأمنيات الكروية.
وأتمنى التركيز على عملية استمرار اللاعبين من جيل إلى آخر حتى لا نجد تراجعاً بين منجزات سابقة وإخفاقات لاحقة كما حدث ، ثم البدء من جديد مما يكلف أكثر ويبعد التنافسية بشكل متعب فالاستمرارية تعني التفوق والبقاء في القمة وهذا مطلب مهم جداً .
ومن المهم التأكيد في هذا الإطار أن تفعيل خصخصة الأندية سيعطي إنتاجية أكثر وأجود وأوفر ، وأنا أقصد هنا ما يخص كرة القدم فقط ؛ لأنها تحتاج سنوات لتحقيق النجاح فيها وتحولها من الاتكال إلى الاكتفاء وربما أكثر من ذلك .
وبوضوح هناك أمور كثيرة تغيرت ودفعت باتجاه أكثر فاعلية ، ولكنها أقل إنتاجية ؛ بسبب أننا نفكر ببعض الأندية على حساب الكل ، وكلنا يعلم أن البعض لن ينتج منتخباً قوياً ، خاصة أن هناك تراجعاً وشحاً لأندية من المفترض أن تكون في أحوال أفضل مما هي عليه الآن فقد تخلت عن إنتاجيتها ومشاركتها بصراع القوة والمنافسة ، وهذا أدى إلى انحصار القوة في نادي أو اثنين فقط .
ومع تطلعات وطموحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – سيكون هناك تحولاً كبيراً في السنوات القادمة في جميع القطاعات ومنها القطاع الرياضي الذي انطلقت تحولاته من العام الماضي ، وهو مستمر حتى يصل إلى قمته بإذن الله.
أخيراً.. ومع انتهاء دورة كأس الخليج العربي كعرس خليجي رياضي جميل بتحقيق المنتخب البحريني لأول مرة لقبها ، أقول إن هذه الدورة أكبر بكثير من كونها رياضية .. مبروك لمنتخب البحرين وحظ طيب للمنتخبات الخليجية الأخرى في دورات قادمة جميلة .