الرأي , هواجيس
الفرق في المسؤول …!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
القيادة – حفظها الله – تجتهد في تعيين الوزراء لقيادة وزاراتهم المعنيين بها ، وكذلك كبار الموظفين على المرتبة الممتازة وغيرها ممن يصدر قرارهم من مجلس الوزراء .. من أجل تحقيق أهداف الدولة من مشاريع وخدمات تعنى بالمواطن.. وهذا ديدن ملوكنا الكرام منذ بدء المملكة العربية السعودية..
في الوقت ذاته لدينا منظومة عمل حكومية بيروقراطية طويلة مملة معقدة بعض الشيء.. هناك فئة ممن ذكرت تنضوي تحت تلك المنظومة ولا تجد لها إنجازاً وعذرها الدائم والوحيد هذا هو النظام. وهناك فئة قيادية تخرج من تلك المنظومة دون أن تخالف النظام وتبدع في عملها وتنجز مشاريعها ولها في ذلك قدرتها على النجاح والإنجاز.
لست بصدد ذكر أسماء لها بصمات إنجاز مشهودة إلى يومنا.. ولكنني بصدد الحديث عن أولئك الذين حرصوا على البشت والكرسي.. وزاد تركيزهم على الصورة المعتمدة من قبله لتكون هي المستخدمة في وسائل الإعلام.. أولئك فئة حرصوا على استثمار وقتهم في إدارة العلاقات العامة لتضخيم إنجازاتهم الصغيرة لتبدو كبيرة.. من الجائز أن يكون من ضمن إنجازاته الكبرى توزيع برادات ماء داخل مبنى الوزارة..
مما لاحظت على تلك الفئة حرصها على الهندام والمكتب والسيارة والبشت والظهور الإعلامي والتصريحات المقتضبة.. وكأنه شخص يسافر لأول مرة في حياته في الدرجة الأولى وتجده يصوّر نفسه في كل الأوضاع ، ويطلب كل شيء ويستخدم كل شيء.. لأنه يعلم بمجرد وصوله لن يركبها ثانية..
ومما يميز تلك الفئة .. بمجرد خروجها من ذلك المنصب.. يفقدون بريقهم وحضورهم في أروقة المجتمع.. فتجدهم يحرصون على التواصل مع أن الجميع لايرغب بوجودهم في مجالسهم.. فعندما كانوا في مكاتبهم العاجية كانوا نادرًا ما يتواصلون مع المجتمع.. وكانت لديهم الأنا متضخمة.. وبعد الخروج أصبحت الأنا عليهم وبالاً..
ختاماً.. إذا كنت من تلك الفئة وكل همك الراتب العالي وتحسين وضعك فهذا حقك.. ولكن حق المجتمع عليك أن تخدمه كما يينبغي وكما تريد القيادة.. الإعفاء مؤلم.. ولكنه نتيجة حتمية مؤلمة .. والله المستعان.