الرأي
كأس عيسى بن راشد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
نحب البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً وأرضاً . لا نشعر بأننا ننتقل من مملكة إلى أخرى كلما دخلناها ، فهي امتداد لنا ونحن امتداد لها ، وإذا كانت اللهجة البحرينية متميزة عن غيرها من لهجات أهل الخليج ، إلا أنها قريبة جداً من لهجة أهل المنطقة الشرقية .
وعندما وصل الفريقان (السعودي والبحريني) إلى نهائي كأس الخليج ، شعرنا جميعاً بالفرح والطمأنينة بأننا سنشاهد مباراة نهائية – ولأول مرة – يكون أحد طرفيها منتخبنا الوطني دون أن نكون فيها متوترين أو قلقين ، وقد لمست هذا الشعور عند غالبية الأصدقاء من كل مناطق المملكة . الغالبية العظمى منهم قالوا: إننا نتمنى فوز منتخبنا رغم حبنا للبحرين وأهلها ، لكننا – والحديث لهم – لن نغضب أو نتحسر لو فاز المنتخب البحريني الشقيق .
وبالرغم من مرارة تمني أن يخسر منتخب بلادك هذه البطولة ، إلا أن هناك من قال إنه يتمنى ذلك ؛ تقديراً لما يربطنا بهم من علاقة متينة من جهة ؛ ولأن المنتخب البحريني لم يحقق هذه البطولة التي انطلقت من أرضهم طيلة 50 عاماً .
ومع تعدد المواقف من الإعلاميين والمشجعين السعوديين ، إلا أنهم جميعاً اتفقوا على تمنياتهم بأن يفرح محبوب الجميع معالي الشيخ عيس بن راشد بحمل كأس الخليج .
مواقف المنتخب البحريني معنا منذ انطلاقة كأس الخليج ، لم تكن جيدة في يوم من الأيام ، ولأنني كنت معلقاً للكثير من المباريات التي كانت تجمعنا بالمنتخب البحريني ، فقد شعرت آنذاك بالغضب منهم ، وخاصة مع النجم خفيف الدم حمود سلطان .
أذكر هذه المعلومة من باب الدعابة ، فأنا أيضا لا أنسى ما قدمه المنتخب البحريني من خدمة لمنتخبنا حينما تغلب على المنتخب الإيراني في الأستاد الوطني مما منح منتخبنا فرصة المشاركة في كأس العالم ، وقد كنت أيضا معلقاً لتلك المبارة على قناة MBC.
علاقتي بالشيخ عيسى بن راشد علاقة محبة طويلة أعتز بها وأفاخر بها بين الزملاء والأصدقاء ، وأذكر أنه في بداية تعليقي تصادف أنني مررت بمعاليه بوجود سمو سيدي الأمير فيصل بن فهد ، يرحمه الله رحمة واسعة ، فناداني سموه وقال مخاطباً الشيخ عيسى ومشيراً إليّ: “هذا معلقنا الجديد” ، لكنني تفاجأت من رد الشيخ عيسى حين قال للأمير فيصل: “هذا مالنا” ، وقد قصد أنني بلهجتي الخليجية أقرب لهم من اللهجة المكاوية التي كانت سمة التعليق السعودي آنذاك .
لا يمكنني اختزال البحرين بتاريخها العظيم ، وقيادتها الحكيمة ، وجمهورها العريض ، وأهلها الطيبين في شخص واحد مهما كانت محبتنا له ومهما كان مقامه ، ولكن ومع ذلك نقول: إن الكرة البحرينية ارتبطت عبر عقود باسم هذا الإنسان المتواضع طيب القلب دائم المبسم الشيخ عيسى بن راشد – يحفظه الله من كل شر ، وهو الذي فرض بتلك الصفات الحميدة احترامه في كل بقعة من الخليج العربي ، وإني وبالرغم من تمنياتي بفوز منتخبنا ، إلا أنني سأكون فرحاً جداً لو رأيت كأس الخليج بين يدي معاليه . ولكم تحياتي.
محمد البكر غني عن التعريف بارك الله فيه فقد كتب وأجزل وعكس ما في قلوبنا نحن البحرينيين والسعوديين نحو بعضنا البعض من حب وتقدير وأخوة ونسب أدام الله علينا ما نعيش فيه من وئام وأمن وأمان تحت مظلة قياداتنا الطيبة والحكيمة وكافانا كل حاقد وخائن ودنيئ