الرأي
السعودية وقطر.. نهائي كروي مبكر في “خليجي 24”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تصاعد فني ومعنوي واضح في الأداء السعودي مع استمرار المباريات وتعرف الجهاز الفني لمنتخبنا على اللاعبين بشكل أكبر ، وما نشاهده من قفزة فنية ونتائج إيجابية في دورة الخليج الرابعة والعشرين إلا دليل واضح على أن المنتخب بعيد عن الضغوط والمطالبات الجماهيرية والإعلامية التي انشغلت بالهلال والنصر مما أتاح فرصة كبيرة لمنتخبنا أن يكتسب الثقة والعمل بعيدًا عن الضغوط ، وأعتقد أن الفترة القادمة للمنتخب سيكون فيها في وضع فني ومعنوي أفضل وتعود إليه الروح والعطاء وهذا ما نأمله حتى تتحقق الإنجازات بأذن الله .
المباراة القادمة مع البلد المنظم ، والذي سيكون متسلحاً بالأرض والجمهور ، ستكون مباراة نهائي مبكر ، فالفائز سيكون هو الأقرب لتحقيق اللقب الخليجي الرابع والعشرين ، وهذا ليس تقليلًا من المباراة الأخرى بين المنتخبين الشقيقين العراقي والبحريني ، ولكن أعتقد أن مباراة السعودية وقطر ستكون صراعاً قوياً بين المهارة والسرعة والأداء ، وهناك تشابه وتقارب كبير بين المنتخبين مع تميز مهاري للاعبي منتخبنا بشكل متفاوت خاصة لاعبي الوسط .
وفي حراسة المرمى أثبت فواز القرني أنه حارس متمكن ، ويمتلك سرعة البديهة والتوقيت ، وهو مصدر أمان ، أما الجانب الدفاعي والهجومي للمنتخب فهو متوازن حيث يدافع ويهاجم كفريق ، وهذا أمر جيد ؛ حتى لا ينكشف الشكل الدفاعي في ظل افتقاد اللاعبين للخبرة التي تعرض بروح الحماس لديهم .
وأتصور أن ظروف المباراة تحتم على منتخبنا الهدوء والتركيز وعدم مجاراة المنتخب القطري خصوصًا في العشرين دقيقة الأولى من زمن المباراة ؛ لتجاوز التأثيرات الجماهيرية ، ومتى انتهت العشرين دقيقة الأولى بسلام فإن المنتخب سيكون هو الفائز بإذن الله .
وفي رأيي أن الجميل في المنتخب هو أن المستويات الفنية للاعبين قريبة من بعضها ، ولذلك نجد أن المدرب يُغيّر بعض العناصر من مباراة إلى أخرى دون حدوث أي تأثيرات سلبية على منتخبنا ، وهو مؤشر إيجابي لقدرات الجهاز الفني وفكرة التدريبي ، لكن خطورة المنتخب القطري تأتي من استغلال المساحات وسرعة الأطراف ؛ لذلك لا توجد لديهم تحضيرات كثيرة ووقت الشكل الهجومي ليس بطويل ، ربما لا يتجاوز عشرين ثانية ، ولذلك فإن المنتخب القطري لا يندفع كثيراً بل ينتظر متى سنحت له المساحات ليسجل وبالتالي فإن منتخبنا مطالب بعدم ارتكاب أخطاء كثيرة بالتمرير خصوصاً في نصف الملعب حتى لا يكون عليه هجوم مرتد سريع يجيده المنتخب القطري.
أطراف منتخبنا مفتاح مهم للفوز لما يتمتع به الظهيران من إمكانيات هجومية جيدة ، ولكن ربما تكون أيضاً مفتاحاً للمنتخب القطري في ظل سرعة الهيدوس وعفيفي ، فالأفضل عدم خروجهم بنفس الوقت الهجومي على حساب الفراغ خلفهم ، وتبقى الحلول الفردية لسالم الدوسري وسلمان الفرج وهتان ميزة في اللاعبين ولصالح المنتخب في الشكل الهجومي متى استثمر في صالح طريقة اللعب وبشكل غير مبالغ فيه .
يوم الخميس سيشهد مبارايتين متوازنتين للمنتخبات الخليجية الأربعة: السعودية وقطر والعراق والبحرين ، وسيكون خميس خليجي كروي ممتع نظير قوة المنتخبات وتقارب المستويات ، وليس هناك ميزة لمنتخب على آخر إلا من خلال الحضور الجماهيري للمنتخبين: القطري (صاحب الأرض) والعراقي على حساب جماهيرية السعودية والبحرين.