الرأي , سواليف
تعلم من الكلاب يا يونس
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أعتذر من القراء الكرام عن استخدام كلمة لا تليق بهم في عنوان هذا المقال . لكن بحثت عما يراه ” العرب ” رمزا للوفاء ، فلم أجد غير هذا الحيوان أعزكم الله مضرب للوفاء ، لتذكير اللاعب العراقي يونس محمود ، بأن من باب الحياء أن يقابل الطيب بالطيب ويستند على الحقائق وليس على توازنات المصالح ، أو الخوف على حياته وحياة أهله داخل العراق من بطش المليشيات الإيرانية المحتلة .
يونس شارك مع النادي الأهلي بموجب عقد ينظم العلاقة بين الطرفين ، وليس لنا فضل عليه ولا له فضل علينا . وهو أدرك من خلال وجوده في المملكة ، ماذا تعني العراق للقيادة السعودية بشكل خاص وللشعب السعودي بشكل عام . كما أدرك مدى الرقي في التعامل معه أثناء تواجده في المملكة . وزيادة على ذلك يعلم علم اليقين ما الذي قدمته السعودية للرياضيين العراقيين من كسر لجمود الإيقاف ، ومن مبادراتها لبناء المنشآت الرياضية التي يحتاجها الشباب العراقي ، وما قامت به من جهود دولية للسماح للكرة العراقية للعودة للمحافل الدولية . وأنا لست هنا لا أذكر كل تلك المعلومات كمن ” يمن ” على العراقيين ، فقد تعلمنا من قيادتنا ألا نعاير أحدا بما نقدمه لهم ، خاصة إذا كانوا من الأشقاء . لكنني وددت تذكيره بأن وضع علم المملكة جنبا إلى جنب مع علمي العدوين ” إيران واسرائيل ” فيه تجن على بلدنا وأخوتنا ، وأنه إما أن يكون جاهلا ، أو أنه غير ” وفي ” مع من يستحق الوفاء . فاسرائيل عدوة للعراقيين وللعرب جميعا ولن يسرها أي استقرار في العراق ، بل يهمها أن تشعل النار أكثر فأكثر . أما إيران فحدث ولا حرج . فهي تتحكم في كل صغيرة و وكبيرة في العراق . تبيع سلعها للعراقيين وتعطل كل مشروع صناعي عراقي كي لا تبور سلعها بعد أن قاطعها العالم . كما أن مليشياتها تقتل وتنهب وتعذب العراقيين وتذلهم أمام كل سياسيي العراق ووسائل إعلامهم . بينما يعلم القاصي والداني ما تقدمه المملكة وما تتمناه للعراق والعراقيين . ولعل المظاهرات التي تجري الآن في بلده لأكبر دليل على أن الشعب العراقي الشريف بات يعلم عدوه الأول والأخير ، ولهذا رفعوا الأحذية أعزكم الله على صور أعداء الأمة العربية وخونة الجيرة القادة الإيرانيين وفي مقدمتهم خامنئي وسليماني .
للأسف يبدو أن ” يونس ” قد جمع الأثنتين . فهو جاهل بما يجري في بلده ، وجاحد لأناس أحبوه واحترموه ، ولبلد عاش فيه لفترة معززا مكرما وكأنه بين أهله وأحبابه . ونحن كبلد وكشعب لا ننظر إليه إلا من هذا الباب ، باب الجهل والجحود وقلة الوفاء . أما الأشقاء الشرفاء في العراق فهم في قلوبنا ولن تتأثر محبتنا لهم . ولكم تحياتي