الرأي , رياضة
إدارة في أزمة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في عالم الأعمال كل اسم تجاري (منتج) له منحنى يعكس حالته، فبعد نقطة البداية تأتي عملية الصعود (إما تدريجياً أو مطرداً سريعاً)، يلي ذلك مرحلة الثبات ثم الهبوط وربما الأختفاء من السوق، حيث يرتبط كل ذلك بقوة الجانب الإداري لهذا المنتج، وهذه الدورة تجعلني لا أستغرب حالة الأزمة التي تمر بها عدد من الأندية حتى التي تصنف كأندية كبرى، بل على العكس أجدها طبيعية جداّ نظراً للأحداث التي مرت بها على مر السنين، ففي بداية موجة الإنتقالات الخيالية وتكديس اللاعبين التي تبنتها عدد من الأندية، لم يكن هناك قواعد إستراتيجية بعيدة المدى لهذه السياسات وإن حققت نجاحات وقتية لم تكن لتحقق الاستقرار على المدى البعيد.
إضافة الى ذلك فإن تعاقب الإدارات في فترات قصيرة واعتماد الإستقرار على شخص أو اثنين جعل من الصعب تنفيذ أجندة أو خطط عمل حتى وإن كانت قصيرة المدى، بل أصبحنا نسمع عن أعضاء الإدارات وتصريحاتهم وظهورهم وفرقعاتهم الإعلامية خارج الملعب أكثر مما نرى الثبات الفني والعمل الإداري، وأثر ذلك على إحتمالية ظهور عقليات أو كفاءات إدارية، وعلى هذا الأساس لو طبقنا المنحنى السابق لوجدنا أن حال هذه الأندية يمثل مرحلة الهبوط التي قد تكون طبيعية، ولكن الغير طبيعي هو إستمرارها لفترة طويلة.
الأندية المحترفة تعاني من الأزمات المتعددة والمتنوعة منها المالي والفني رغم دخولها لعالم الاحتراف، ورغم الدعم الكبير الذي تتلقاه سواء كان من الدولة أو القطاع الخاص عن طريق الرعايات التي تتطلب من إداراتها استجابة شاملة ومنتظمة في تعاملها مع الأزمات، والذي لن يتحقق إذا لم تكن هناك إدارة ذات كفاءة عالية وعلى علم ودراية كافية بمجال الإدارة الرياضية.
كل نادي وبغض النظر عن مدى جودة أدائه في مرحلة ما، يمر بسلسلة هبوط وخسائر، وكإدارة من واجبها أن تحافظ على تحفيز اللاعبين وتمنع إنخفاض الروح المعنوية وتساعد الفريق على التغلب على الهزيمة بشكل بناء، ولكن ما العمل إن كانت الإدارة تحتاج من يوجهها أو يرفع روحها المعنوية!!
…
بُعد آخر
بداية الخصخصة ليست بإقرار قوانينها، ولكن عندما تتوقف الأندية عن كونها بوابة للوجاهة والشهرة.