الرأي , هواجيس
(أبشر).. “تعرف أحد” ..؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في الثمانينات كانت الكلمة الدارجة.. (تعرف أحد في المرور) وهي الأشهر كوننا نصطف منذ الفجر في طوابير لتجديد استمارة سيارة تحت الشمس وفي الرطوبة.. وكذلك تجديد الرخصة.. كانت معاناة وجهاد وثبات.. ولا يغيب عنها إدارة الجوازات.. التي كانت توزع أرقاماً للطابور بعد صلاة الفجر.. وننتظر إلى السابعة لفتح الصالة.. وكانت هناك سوق سوداء لبيع الأرقام بعشرين ريالاً وربما تزيد.. المهم أنها معاناة المواطن اليومية وجهاده في الحياة.
وكان السؤال دائماً من تعرف في الجوازات أو المرور .. وتذهب هناك إلى ذلك الضابط وتقول له : “أنا من طرف فلان”.. فيشعر بالاعتزاز وأهميته على كرسيه ، فهو أصبح بعيد المنال لولا تلك الشفاعات التي تأتي من هنا وهناك.. ومن هنا كانت تبرز أهميتهم.. ولنا في تلك الحقبة قصص طويلة ليس لها مكان هنا لسردها.
وكذلك المعرفة مهمة مع ضابط المرور في شفاعات الأشخاص بالتوقيف.. فكل ضابط يريد بيان أهميته في الفزعة لإخراج شخص ما من ذلك التوقيف.. وياما تعبنا في البحث عن صاحب القرار كي يفرج عن شخص ما في ذلك التوقيف.. ناهيك عن قسم الحوادث فهناك ضابط أجودي يخلص أمور الناس أولاً بأول ما جعل مكتب مدير المرور فارغاً من المراجعين الذين يرجون منه شفاعة أو تدخلاً .. وتم نقل ذلك الضابط لمنطقة أخرى.. وعاد لمدير المرور أهميته وهيبته وشفاعته ووساطته ..
وأخيرًا ، أطل علينا الأجودي صاحب الفزعة نظام (أبشر) وأصبحنا – بفضل من الله – نجدد جوازاتنا وتأتينا إلى منازلنا ، وتلك نقلة نوعية ، قلة من دول العالم تعملها .. وأصبحنا نفوّض من نريد لسيارتنا بعدما كان الموضوع خاضعاً للمحسوبيات والواسطات .. حتى الهوية الوطنية أصبحنا نجددها وننجزها ونحدد مواعيدنا لاستلامها .. خدمات كثيرة لا يسع المقال لسردها .. صنعت لنا سعادة وجعلت من حياتنا متعة ..
ولكن كوني مواطناً تقليدياً ممن عانوا في الثمانينات. أقول لنظام أبشر: “تعرف أحد في المرور يجدد رخصة القيادة ويجعلها تصلنا كما هو الجواز.. وهل يفزع لنا بتحديد مواعيد لمراجعة المرور إذا استدعى الموضوع ذلك .. وهل تقدر تساعدنا بنقل ملكية سيارتنا دون الذهاب لمعارض السيارات .. وهل وهل .. سئمنا نقص البطاقات البلاستيكية وانقطاع الإنترنت .. فالمرور لدينا لايزال يعمل في معظمه في نظام الثمانينات .. تكفى أبشر تعرف أحد ؟ ، والله المستعان.