الرأي , سواليف
انتبهوا لبناتكم وأولادكم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لابد من الاعتراف بأن هناك تحولاً في تصرفات الأبناء والبنات ممن هم في سن المراهقة ، بل ولا يمكننا دفن رؤوسنا كالنعام من تجاوزات دخيلة علينا يرتكبها البعض ممن لم يفهم معنى التربية وحدود الأدب والمقبول وغير المقبول ، وكأننا لا نراها أو نسمع عنها . المسؤولية أولاً وأخيراً تقع على الآباء والأمهات ، فإن هم أحسنوا تربيتهم فلن يجدوا أبناءهم أو بناتهم في قائمة المتجاوزين لحدود الأدب والأخلاق ، والدليل على ذلك أن هناك الكثيرين من أمثالهم لم يتغيروا ولم يتجازوا أدب الحياة ، وحافظوا على المبادىء التي تعلموها في بيوتهم ، والنصائح التي أسداها لهم آباؤهم وأمهاتهم ، والسبب ببساطة أن الأسرة إما أنها تؤسس وتزرع مبادىء الأخلاق وحسن السلوك وسلامة التصرف في الأماكن العامة في نفوس أبناءها ، أو أنها تترك لهم الحبل على الغارب ، بلا رقابة أو متابعة أو اهتمام بتصرفاتهم ، أو لنقل تجاوزاتهم .
أتفهم – كثيراً – أن مرحلة المراهقة هي مرحلة صعبة جداً ، وقد ازدادت صعوبة مع المتغيرات التي حدثت ، ففي الماضي وقبل أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي متاحة وفي متناول يد كل طفل وشاب أو فتاة في سن المراهقة ، كانت التربية أسهل والنصح أكثر تأثيراً ، واختيار الأصدقاء أكثر سهولة ، وهذا كله جعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيداً ، وما زاد الطين “بلة” أن الآباء والأمهات أيضاً وجدوا في تلك الوسائل والمتغيرات والعادات الاجتماعية ما يشغلهم عن أبنائهم وبناتهم ، فزادت المسافة بين الطرفين ، وأصبح كل طرف يغني على ليلاه ، فالأب يأتي من عمله ليتناول وجبة الغداء ثم يخلد للنوم ، وفي المساء هناك الديوانيات والاستراحات التي لا يمكن أن يغيب عنها ، تاركاً بيته في عهدة الأم التي لا يمكنها تحمل كامل المسؤوليات في ظل هذا الانفلات .
عندما تتجرأ فتاة على الرقص في مكان عام حتى وهي تخفي وجهها ، فإنها لا تعير أي اهتمام لسمعتها أو سمعة أسرتها ، وعندما يتجاوز الشاب حدود الأدب والحشمة والأخلاق دون حياء أو خجل ، فهذا دليل على أن أسرته وأسرة تلك الفتاة لم تربيانهما التربية التي يراقب كل منهما ذاته بغض النظر عن الزمان والمكان ، أو المناسبة أو الفعالية .
ما أردت الوصول إليه هو أن كل أسرة مسؤولة عن أبنائها وبناتها ، وإذا كان مقام النائب العام يراقب تلك التجاوزات ويأمر بجلب المتجاوزين للقانون والعدالة ، فلا يعني ذلك إبراء ذمة تلك العائلات ، فهم أمام القانون وقبل ذلك أمام الله سبحانه وتعالى يتحملون وزر تربيتهم واهماهم وتجاوز أبنائهم .
ومن غير المقبول أن يعلق أحدٌ الذنب على ما يقام من فعاليات أو مناسبات ، فالجميع يعلم أن عدد من يحضر تلك الفعاليات يتجاوز مئات الآلاف من الشباب والشابات والعائلات ، وأن من يخرج عن الأدب والحشمة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد ، وكما يقال “كل إناء بما فيه ينضح” . أنتم أيها الآباء وأيتها الأمهات عليكم تقع كامل المسؤولية ، فلا تتهربوا منها ولا تلقوها على غيركم . ولكم تحياتي.