“عناوين” تعيد نشر مقال كاتبها محمد العمري الفائز بجائزة التميز للإعلام الرياضي لعام 2019
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تخّيلات كروية جامعية!
لفت انتباهي خبر تخرج لاعب نادي النصر الكابتن عبدالله الخيبري من جامعة الملك سعود، لأنه عادة لا نشاهد لاعبينا يكملون دراستهم الجامعية و يرتقون فيها، ومن يقوم بذلك يكون بعد انتهاء مسيرته الكروية، وهذا ما دفعني أن أفترض سيناريو معين يبتدأ بواقع أن في السعودية يصل عدد الجامعات الحكومية الى 24 جامعة تخدم أكثر من نصف مليون طالب، و أكثر من 28 جامعة وكلية أهلية تخدم أكثر من مائة ألف طالب، وتلك فرصة كبيرة جداً لخلق بيئة تنافسية استثمارية جديدة و دعوني أضرب المثال باللعبة الأكثر شعبية ومحور الأحاديث و الإهتمامات اليومية للشارع الرياضي السعودي و هي كرة القدم.
لو أن هيئة الرياضة أسست اتحادا محترفاً للجامعات يكون أفراده ومن يعملون فيه هم الجيل الجديد المهتم بالإدارة الحديثة والتسويق الرياضي لكانت النتيجة تجهيز مجموعة قيادية جديدة لقيادة كرة القدم السعودية الى مستقبل أفضل.. فقط تخيل كيف ستكون النتيجة؟ و تخيل أن إحدى (أو عِدة) شركات قامت برعاية دوري الجامعات السعودية لأوجدت دخلاً جديداً للمنظومة الرياضية وللجامعات أيضاً، وسوقاً تسويقياً لها وربما توظيفياً لاستقطاب الخريجين للعمل بها، أضف إبلا ذلك أن تصبح حقوق النقل لهذا الدوري خاصة بالقناة الرياضية لكي تتحرك قليلا بدل السبات اللتي تقبع فيه، وربما ساعدها ذلك على اكتساب المزيد من الخبرة لتقوم بما هو أكبر، وربما الى إخراج جيل إعلامي جديد بدلاً من الجيل المكرر الذي يتنقل بين الفضائيات كلما ظهرت جديدة بنفس الفكر الذي أصبح مضراً اكثر مما كان عليه.
والأهم من ذلك أن تستفيد الجامعات من المداخيل لدعم برامجها التعليمية وتجد الأندية مورداً جديداً للاعبين (هواة ومحترفين) وصل نضجهم الفكري إلى مستوى أفضل من الحالي لوصولهم إلى المرحلة الجامعية وبإماكنهم خدمة النادي لسنين أخرى، فعند التخرج يكون عمر اللاعب ما زال في الثانية و العشرين وبإمكانه خدمة النادي لسنين عديدة، ومن عدها ينخرط في المجال العملي سواء الرياضي أو مجال دراسته، أعتقد أن هذا قد يساعد في خفض قيمة اللاعبين إجمالاً بشكل عام.
كل ما ذكرته سابقاً قد يبدوا خيالياً وصعب المنال بعض الشيء و لكنه ليس مستحيلا، ويمكن تحقيقه جزئياً ولو بالتدريج وبعد ذلك تعميمه على الرياضات الجامعية الأخرى للوصول إلى مخرجات رياضية أفضل مما هي عليه وربما لمشاركة أوليمبية مستقبلية أفضل مما كانت عليه سابقاتها والسر في ذلك ليس فقط التخطيط ولكن التنفيذ أيضاً.. فقط تصور ذلك.
بُعد آخر
يعتبر فريق كرة السلة بجامعة شمال كارولينا الأمريكية أعلى فريق جامعي بقيمة 26 مليون دولار تقريبا، وهذه القيمة تُقاس على أساس ما تساهم فيه اللعبة والفريق للجامعة عامة والقسم الرياضي، وما يتم تحصيله من أرباح البطولة. في أحد المواسم الماضية قُدرت أرباحه بحوالي 17 مليون ويرجع الفضل لذلك لاتفاقية رعاية مع شركة نايكي بمبلغ ذهب لمصلحة البرامج الأكاديمية مع العلم أن شركات كبرى مثل نايكي و أديداس واندرارمور ترعى عدة جامعات مثل جامعة ميامي ونوتردام و ميتشجن و غيرها.