الرأي , سواليف
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول نقل أعضاء امرأة متوفية دماغياً إلى سبعة مرضى كتب الله لهم حياة جديدة جراء ذلك ، هذا الخبر لم يحظ بالاهتمام الصحيح ، الذي يتناسب وعظمة هذا الحدث ، وأجزم بأنه لو كان الحدث قد تم في خارج المملكة لهللت له وسائل الإعلام ومنحته الأولوية من بين الأخبار التي تبثها بدلاً عن أخبار الموت والدمار .
رحم الله تلك السيدة رحمةً واسعةً ، وجعلها من أهل الجنة بغير حساب ، والشكر الجزيل لأسرتها التي وافقت على التبرع بأعضاءها لإنقاذ حياة سبعة مرضى كانوا بحاجة إلى تلك الأعضاء . فما قاموا به وما فعلوه يعتبر قمة من قمم الأعمال الإنسانية التي نقف لها إجلالاً واحتراماً وتقديراً . فبالرغم من أن القرار كان صعباً وربما “مراً” على تلك الأسرة ، إلا أن إيمانهم بالله ورغبتهم في فعل الخير والمساهمة في إنقاذ تلك الأنفس ، كان أكبر من جراحهم وأقوى من ألمهم .
ربما هناك بعض القراء لم يطلعوا على تفاصيل الخبر ، ومن باب إيصال رسالة فضل التبرع بالأعضاء للجميع ، أقول إنه تم تقسيم الكبد إلى جزئين وزراعتها لمريضين ، وتم زراعة كلى وبنكرياس لمريض ، وفصل الرئتين لمريضين ، وتم زرع القلب لمريض ، والكلية لمريض آخر ، أي أنه تم بإذن الله وتوفيقه إنقاذ حياة سبعة أشخاص كانوا يعانون ، وربما كانوا ينتظرون الموت في أي لحظة ، فهل هناك عمل إنساني أفضل من هذا العمل !؟ هذا العمل البطولي قام به فريق متكامل من الأطباء السعوديين على مدار 24 ساعة متواصلة حتى ساعات فجر الأمس .
لقد أجريت تلك العمليات في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ، ومستشفى الملك فيصل بالرياض ، وكلنا فخر بهذه النخبة من أبناء المملكة المتميزون ، وإذا كان مستشفى الملك فيصل قد أشير له بالبنان في الكثير من المناسبات ، وهو بالفعل مفخرة للمملكة ؛ لما يضمه من خبراء وعلماء وأطباء ، وما يحتويه من مراكز أبحاث ، وإمكانات لوجستية ، وتجهيزات طبية تنافس المستشفيات العالمية ، فإن مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام يسير بسرعة هائلة ليحقق الإنجاز تلو الإنجاز وخاصة في زراعة الأعضاء ومعالجة الأورام وفق أفضل المعايير الدولية . فهذا المستشفى ورغم الضغط الذي يشهده كونه مستشفى تخصصيا ، إلا أن خدماته ومستوى العلاج الذي يتبناه والإهتمام بالمرضى ، جعله الأهم من بين المستشفيات الحكومية في المنطقة .
صدقوني … إن العمليات التي تمت والجهود التي بذلت ، بحاجة إلى المزيد من التغطية الإعلامية ، ليس من باب الدعاية ، إنما من باب تشجيع التبرع بالأعضاء وتبيان فضلها عند الله سبحانه وتعالى .
رحم الله المتوفاة رحمةً واسعةً ، وشكرا لعائلتها الكريمة ، وألف تحية لفريقي العمل السعودي في مستشفيي الملك فيصل بالرياض والملك فهد بالدمام “التخصصين” على هذا العمل الكبير ، ولكم تحياتي.