السلامة المرورية في ميزان الأرقام

يقول سمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية رئيس لجنة السلامة المرورية ، إن الجميع بدأ يقطف ثمار تنفيذ سياسة وخطط لجنة السلامة المرورية التي تم اعتمادها والبدء فيها عام 1433 .

هذه اللجنة التي يرأسها سموه الكريم وتشارك فيها كل الجهات الحكومية ذات العلاقة بما فيها الجامعات ، نجحت في تنفيذ خطتها الإستراتيجية والهادفة إلى تقليل عدد الحوادث الجسيمة وما ينتج عنها من وفيات وإعاقات وخسائر مالية كبيرة .

اللجنة وضعت ضمن أولوياتها تخفيض نسبة عدد الحوادث الخطيرة بحدود 69% بنهاية عام 1443 ، أي خلال عشر سنوات . ولكن المفاجأة السارة تكمن في نجاح هذه اللجنه في تخفيض تلك الحوادث الخطيرة بما نسبته 54 % خلال 6 سنوات فقط ، وهي نسبة تبشر بالخير وتؤكد أن اللجنة برئاسة سموه تقوم بعمل جبار .

يقال إن الأرقام لا تكذب ، ولو نظرنا لإحصائيات تلك الحوادث لاندهشنا مما تحقق على أرض الواقع . ففي عام 1433 حين بدأت اللجنة عملها كان هناك 6916 حادث جسيم  ، بينما انخفضت بنهاية عام 1939 إلى 3155 حادث فقط أي بنسبة إنخفاض مذهلة قدرها 54 % ،  كماانخفضت معها الإصابات الخطيرة إلى النصف أيضا ، ونتيجة لذلك فقد انخفض عدد الوفيات من 1245 وفاة إلى 695 وفاة فقط .وقد سجل العام 1439 أقل نسبة وفيات بنسبة 32 % .

هذه النتائج التي تثلج الصدر وتريح النفس كانت نتيجة طبيعية للعمل التكاملي بين القطاعات في هذه اللجنة ، وتؤكد المتابعة الدقيقة والمستمرة لسمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف وسمو نائبه سمو الأمير أحمد بن فهد بن سلمان .

نحن أمام تحد كبير كي نصل للحد الأدنى من حوادث المرور . لكن هذا لن يحدث مهما عملت واجتهدت كل الجهات المعنية في هذه اللجنة إن لم تجد تعاونا وتفهما من الجميع ، فالمخالفات المرورية والمعالجات لمواقع الخطر وتصحيحها ، والضبط الميداني كلها عوامل مهمة لكنها تظل مساعدة . أما العامل الأهم وركيزة السلامة المرورية فهو السائق نفسه ، وبدون تثقيفه وإطلاعه على مسببات الحوادث وما ينتج عنها من وفيات وإعاقات وخسائر بمئات الملايين لن يحقق كل طموحات اللجنة، ومع أنني أعلم أن هناك الكثير من الندوات والدورات التثقيفية ، إلا أن الإهتمام بطلاب المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية بات أمرا في غاية الأهمية . 

 إن السلامة المرورية تحتاج إلى تحرك أسرع من بعض الجهات وخاصة المرور والطرق والبلديات لمعالجة النقاط السوداء والحرجة المسببة للحوادث ، مثل التقاطعات والتحويلات المفاجئة والتي لا يلتزم منفذوها بإجراءات السلامة ، ناهيك عن أمن الطرق حيث الشاحنات التي تسير دون إضاءة كافية وفي أوقات الذروة ، وحيث الجمال السائبة التي حتى الآن لم نجد الآلية المناسبة لمعاقبة أصحابها رغم ما تمثلة من خطورة كبرى على عابري الطرق السريعة . 

وبقدر ما نهنىء لجنة السلامة المرورية للإنجازات الكبيرة التي حققتها وفق الأرقام التي أشرت إليها ، فإنه يحدونا الأمل على سرعة دراسة تلك النقاط السوداء وعلاجها.

شكرا سمو الأمير وشكرا لكل أعضاء لجنة السلامة المرورية فما حققتموه من إنجازات يفوق توقعاتنا ويثلج صدورنا ، ولكم تحياتي