التكرار.. لا يعلم أحد
من المعروف ان إحدى أهم أهداف وجود اي برنامج في أي وسيلة إعلامية هو التواجد ، و أعني أن لا تتخلف هذه الوسلية عن ركب المنافسين اللذين يقدمون برامج و مقالات مشابهة و الأهم من ذلك كله هو تقديم مواد جاذبة للمعلنين و بهذه الطريقة تزيد مداخيلهم و هو أمر جدا منطقي لأننا في عالم مادي شئنا أم أبينا وليس بالضرورة أن يكون ذلك أمراً سيئاً ، فالكل لابد أن يعيش ويؤمن رواتب العاملين ، و أرباح ملاك الوسيلة الإعلامية ، ولكن مشكلتي تكمن مع التكرار اليومي.
لا أخفي أني لا اتقبل فكرة البرنامج اليومي أو أن هناك كاتب يكتب مقالا أو عموداً يومياً ، لأن أحد أهداف الإعلام تقديم مادة متميزة ، وليس التكرار و الحشو في طرح المواضيع ، فإذا لم تحصل تطورات جديدة في أي قضية فإعادة طرحها بشكل يومي حتى إن كانت من قبل أشخاص متعددين لن تضيف للموضوع محل النقاش سوى الطروحات السلبية والمكررة ، بل ان البرامج اليومية ستؤدي الى مناقشة مواضيع ربما أغرب من أن تُطرح في حلقة أو أجزاء كبيرة منها كمناقشة إعتزال عمر هوساوي و كأنه لا يوجد تنسيق أو أن إدارة المنتخبات فوجئت بإعتزاله ، أو التشكيك في إصابات اللاعبين و كأن إدارة المنتخب و فريقها الطبي ليسوا على إتصال بالأندية ، أو أن اللاعب المصاب بإصابة غير مُقعدة يجب أن يجلس في غرفة مغلقة و بدون أي مدخل للضوء ليقتنعوا بإصابته ، أو يُفرد لها عمود يومي لدرجة لن أستغرب معها إن كتب أحدهم يوماً ما مقالاً بعنوان ” لماذا يسلم اللاعبون على بعضهم بأطراف الجبهة”.
أحد أهم أسباب التكرار و غياب الإبداعية في البرامج التلفازية تحديداً هو ضعف فُرق الإعداد لكون الإعداد الأساس اللذي تقوم عليه البرامج ، و ضعفه لا يؤدي الا لقلة البرامج و تشابهها وبهذه الطريقة يتم إحتكار المجال و عدم إتاحة الفرصة لظهور جيل جديد من الإعلاميين و الكتاب الجدد.
بُعد آخر
لتعرف قوة الإعداد و أهميته أنظر الى البرامج العالمية اللتي تعرض بشكل يومي مثل البرنامج اليومي The Daily Showاللذي يقدمه ترافر نواة و أمثاله من البرامج الأخرى.
مدون رياضي