الرأي
السادة أصحاب المستشفيات
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قدر الله وشاء أن يصاب أحد أفراد عائلتي بعارض صحي اضطررت على أثره أن أرافقه إلى طوارئ أحد المستشفيات الجديدة في المنطقة. أعتقد أنه كما كان من حسن حظ هذا الشخص أن رافقته، فقد كان من سوء حظ المستشفى أن كنت أنا المرافقة. فقد توقعت أن أصاب بمتلازمة الانبهار بهذا المستشفى حالي حال العديد من سكان المنطقة، لكن كان انطباعي العكس تماماً و منذ لحظة وصولي.
بدايةً، دخلنا بوابة الطوارئ لنجد أنفسنا في منطقة تخلو من أي وجود بشري، بدون استقبال أو لوحات إرشادية مفيدة. بعد دقائق قضيناها وكأننا في إحدى مسابقات برنامج الحصن إن تذكرونه، ندور في متاهة ممرات نفتح أبواباً و نغلق أبواباً، وجدنا ضالتنا واستطعنا بالصدفة البحتة أن نصل للاستقبال. اكتشفنا أننا دخلنا من بوابة جانبية، بالرغم أنه لم تكن هناك أي لوحة تقول إنها جانبية أو ترشدنا للبوابة الرئيسية. تم تسجيل معلوماتنا بعد أن طلبت منا موظفة الاستقبال “الإقامة” بشكل عفوي، فأعطيتها بطاقة الأحوال مبتسمة ومتفهمة خطأها غير المقصود. دخلنا بعدها إلى غرفة الكشف وهنا بدأت الفعاليات.
بحكم عملي وخبرتي في المجال، كنت لا شعورياً أراقب المكان والخدمة المقدمة بعين فاحصة، متمنيةً أن لا أجد ما يخيب ظني ويغير الانطباع الذي رسمه أهل المنطقة لي. لكن، وللأسف، لم يأخذهم وقت طويل ليبهروني.. بخيبة الأمل! إذ كان الطاقم الطبي، أطباء و ممرضات، يدخلون على المريض و يخرجون بدون تعقيهم أيديهم. يكشفون على المريض بدون تعقيم أيديهم! عندما تلفت باحثة عن معقمات الأيدي، وجدت توزيعها غير مطابق للمعايير المطلوبة. و بالرغم من أن المصيبة أوضح من أن تُشرح، لكني سأفسرها بما أثبتته الدراسات أن 75% من الالتهابات المصاب بها في المستشفيات يمكن تفاديها عن طريق تعقيم اليدين. في المقابل، يتوفى 5% من المرضى بسبب عدم تعقيم اليدين.
بعد الفحص والكشوفات، حان وقت الأشعة. أثناء نقل المريض، كانت هناك أبواب تفتح تلقائياً، وأخرى يدوية مما اضطر الممرضة أن تطلب المساعدة. فراودني السؤال: على الرغم من فخامة المبنى و التطور التقني فيه، أعجزوا أن يجعلوا جميع الأبواب المحيطة بالطوارئ تلقائية لتسهيل نقل المرضى؟ أيعقل أنها سقطت سهواً من ميزانية المشروع؟ أم أنها كانت محاولة يائسة لتقليل التكاليف؟ بعد أن تم إدخال المريض إلى غرفة الأشعة، طُلب مني الإنتظار خارجاً بالرغم من عدم وجود غرفة أو حتى كراسي للإنتظار. فاعتبرتها فرصة أن أجوب الممرات، و أُعجبت فعلاً بحداثة التصميم و التقنيات المستخدمة. كم تمنيت أن تكون الخدمات المقدمة على نفس المستوى!
بعد العودة من الأشعة، طلب الطبيب من إحدى ممرضاته تعقيم جرح طفيف لا يتعدى حجم الأظفر. ما حدث بعد ذلك عاد بذاكرتي لأيام الطفولة و نحن نلعب لعبة تناوب الكرة، إذ تناوبت، بل تعازمت، ثلاث ممرضات على تنظيف الجرح الصغير و كأنهن يتهربن من عملية جراحية معقدة. توالت الأحداث على هذا المنوال إلى أن وصلنا لآخر المشوار عندما احتاج المريض شيئاً من الطبيب، و اضطررنا للانتظار وقتا طويلا بعد تقديم معروض الطلب، فما كان من حضرته إلا أن أتى ليتحجج بأن “عنده مرضى”. عزيزي الطبيب، الشخص الذي كان أمامك مريض أيضاً. وبالرغم من تفهمي لازدحام أقسام الطوارئ عادة، إلا أن قسمكم الذي يحتوي على أكثر من ثلاثين غرفة كشف، لم يكن فيه أكثر من خمسة مرضى، ذوي حالات بسيطة.
صدقاً و أمانة، تمنيت أن يكون مقالي مختلفاً. تمنيت أن يكون عن روعة الخدمات المقدمة متفوقة بذلك على بهرجة المبنى وتقنياته. فنحن في المنطقة الشرقية محتاجون لمراكز طبية ومستشفيات على مستوى عالٍ. لا نريد المباني المبهرة فقط، يا سادة أصحاب المستشفيات، أبهرونا بالخدمات، رجاءً!
مع أنها ( الكاتبة) توصف نفسها بمحللة إستراتيجية و بمركز طبي تابع لأرامكو إلا أن تعليقها و ملاحظاتها لا أرى له علاقة بالتخطيط و لا بالاستراتيجيات و هي مجرد ملاحظات شهص فقط يحب أن يتصيد بأي طريقة و ما أوردته من ملاحظات عادية جدا و ممكن أن تحدث بأي مستشفى بالعالم و كلها ملاحظات ليست لها علاقة بجوهر الخدمة الطبية المقدمة عوضا عن أن المستشفى حديث التشغيل و بالتأكيد ستبرز فيه بعض مواطن الخلل كأي مشروع حتى لو كانت له خبرة سابقة .
لا أتفق تماما بهدف الكاتبة بملاحظاتها و أستغرب أنها تعمل بالوصف الذي أوردته إلا إذا هو وصف تشريفي لا غير .
شعارهم الفلوس قبل النفوس هذه الحقيقه حسنا الله ونعم الوكيل بصاحبها