الرأي , سواليف
ابتسامة في الزمن “المر”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في تغريدة للزميلة العزيزة مي الصقير ، وبمناسبة اليوم العالمي للابتسامة ، قالت فيها إنها وجدت الكثير من الإطراء على اتسامتها التي لا تفارقها ، وأن تلك الابتسامة كانت سببا في تلقيها الكثير من الدعوات بالتوفيق لها ولأسرتها .
وقد ختمت تغريدتها بسؤال بسيط وهو : “هل أصبحت الابتسامة صعبة !؟ ” .. سؤال منطقي وهو بيت القصيد بالنسبة لي . ففي مجتمعنا يعتقد البعض بأن الابتسامة من غير سبب قلة من الأدب . لكن وحتى لا أمارس جلد الذات على المجتمع السعودي ، أقول إن هناك الكثير من المجتمعات التي لا تحبذ الابتسام في وجوه الآخرين . فمن سافر إلى أوروبا على سبيل المثال ، يلحظ أن الغالبية من شعوب تلك القارة لا تبتسم للآخرعندما تقابله . بينما في معظم الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الابتسامة جزءا من أدبيات الناس وتربية الأطفال عليها. أقصد أننا لسنا المجتمع الوحيد الذي لا يبتسم لمن لا تربطه به علاقة قوية مع أن ديننا الحنيف يحض على الابتسامة لمن نقابله في الطريق . . عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» رواه الترمذي، وصححه الألباني . قال الإمام المناوي: “«تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» يعني: إظهارك له البَشَاشَة والبِشْر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصَّدقة”. وقال الإمام ابن بطَّال: “فيه أنَّ لقاء النَّاس بالتَّبسُّم، وطلاقة الوجه، من أخلاق النُّبوة، وهو مناف للتكبُّر، وجالب للمودَّة”.
في تجربة ظريفة ، قام راكب في أحد القطارات بالابتسامة ثم بدأ في الضحك بهدوء وتدرج في ضحكه حتى لفت أنظار كل من كان في العربة حيث نظر كل منهم للآخرين ليدخلوا جميعا في نوبة ضحك وفرح . وقد انتشر هذا المقطع من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وعبر القارات كلها ليكون بمثابة ترويج للابتسامة والضحك بالمجان . العدوى ليست كلها مؤذية ، فمثل هذه العدوى التي انتقلت من راكب لجميع الركاب هي في الحقيقة عدوى حميدة . فلربما ساهمت في التخفيف من معاناة بعض من شاهدها أو من عاش لحظتها ، وكانت سببا في فتح باب من الأمل له لحياة أفضل .
لم تكلف فكرة ذلك الرجل ريالا واحدا ، ولم يحتاج انتشارها لوكالة إعلانات دولية تسوق لها ، كما لم تتطلب مؤثرات خارجية أو نجوم لهم شهرتهم في وسائل التواصل الإجتماعي ، بل إن صاحبها لم ينطق بكلمة واحدة . فكل ما في الأمر هو أنه قرر كسر ذلك الوجوم في تلك المقصورة وإدخال الفرح والسرور في نفوس ركاب لا يعرفونه ولا يعرفهم .
لو سمحتم انشروا الابتسامة في كل مكان واكسبوا الصدقات وكونوا سببا في إبعاد الناس عن همومهم ، وشكرا لك “مي” فقد أهديتيني فكرة مقال عن الابتسامة . ولكم تحياتي