المراكز الإعلامية في الأندية وإدارة الأزمات
لا إختلاف على أهمية التواصل الفعال في جميع مجالات الحياة، خصوصاً وقت الأزمات وبشكل أخص في مجال الرياضة وكرة القدم وهي حديثي هنا، التي تتنوع فيها المشاكل والأزمات ما بين مشاكل اللاعبين خارج الملعب، والجمهور خارج وداخل الملعب، أو مشاكل الإدارة الداخلية والخارجية على وجه الخصوص التي تجعل من مجال التعاطي معها والتواصل مع الأطراف ذات العلاقة أمراً في غاية الأهمية. ومهما كانت حساسية الموضوع فإن طريقة الرد تكون إما بمبدأ انتظر حتى ينقشع الغبار وتهدأ العاصفة، أو الرد فوراً قبل أن تزيد الضوضاء، وذلك بإستخدام عدة أساليب لعل أهمها العلاقات الشخصية غير الرسمية مع الإعلام من قبل موظفي النادي، ورغم ذلك فإن حساسية الموضوع تجعل إجراء تحليل مكثف للأسلوب الأمثل بالاتباع في إتصالات الأزمات مهمة صعبة.
وعندما ننظر إلى المشكلة التي حصلت في النادي الأهلي بين الرئيس ومشرف الكرة نجد أن إدارة الإتصال في هذه الأزمة من قبل الجهة المعنية بهذا الأمر وهي المركز الإعلامي قد فشلت بشكل كبير في إداراتها، ولكي نكون منصفين فإن غياب المنظومة الهرمية الإدارية، بصلاحياتها وتسلسل السلطات لعب دوراً كبيراً في تفاقم الأزمة، فكون مشرف اللعبة اللذي يُفترض أن تكون مرجعيته لرئيس النادي (بصرف النظر عن صفته الإعتبارية أو العمرية) خرج للإعلام وتحدث بأمور تخص النادي وشخص الرئيس غير مقبول من الناحية الإدارية، وهو تصرف ربما لو حدث من أي شخص في أي نادي أوروبي تطبق فيه أنظمة الحوكمة (على أصولها) لتمت إقالته مباشرة، وهذا أمر آخر خصوصاً وأن هيئة الرياضة تسعى جاهدة لترسيخ الحوكمة والإحترافية والعمل المؤسساتي بكل ما يتضمنه من معاني سواء كان من ناحية الهيكلة التنظيمية ومستويات الصلاحية والشفافية و غيرها من الأمور والتي أناقش منها بُعدا واحداً هنا وهو دور المركز الإعلامي.
ينبغي من المراكز الإعلامية في الأندية السعودية أن تعيد النظر في أدوارها أو بمعنى آخر أن لا تحصر دورها في إعلان التعاقد مع لاعب أو إنهاء عقده، أو الإتفاق مع راعي جديد، حيث قالت المُحاضِرة في التسويق الرياضي والاتصالات بجامعة لوبورو د. أرجيرو مانولي: “إن هدف أقسام الاتصالات الآن هو زيادة الدعاية و إنتاج الأخبار مما يمنحهم المزيد من الإتصال المباشر والسريع بجماهيرهم”. هذا الأمر في رأيي الشخصي جانب واحد، ولكن الجانب الآخر الذي يكون فاصلاً في تحديد جودة عمل السياسة الإعلامية/ الإتصال اللذي تقدمه المراكز الإعلامية هو وجود سياسة مكتوبة وواضحة للتواصل في الأندية تكون فيها سياسة الاتصال المؤسسي هي الأساس وليس العلاقات الشخصية لأفراد المركز الإعلامي مع وسائل الإعلام، مع بذل المجهود الأكبر في تطوير حسابات النادي في وسائل التواصل الاجتماعي للسيطرة على عملية الاتصال والرسالة التي يريد النادي إرسالها لا الأفراد.
…
بُعد آخر…
الواقع أن بعض ممن ينتمون أو يعملون في الأندية يضعون مصلحتهم الشخصية في علاقاتهم مع الإعلاميين المؤثريين فوق مصلحة النادي الذي ينتمون إليه وقد اؤتمنوا عليه.