الرأي , سواليف
ألزهايمر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أجزم بأن الكثير من الناس لم يسمعوا عن مرض الزهايمر إلا قبل سنوات قليلة رغم أنه مرض معروف عند الدول المتقدمة منذ عام 1906 ، أي قبل أكثر من 100 عام حينما وصفة الطبيب الألماني ” ألويس ألزهايمر ” بعد ملاحظته لتغييرات تشريحية في مخ امرأة توفيت نتيجة مرض عقلي وصف حينها بغير المعتاد . وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي أول من احتفل باليوم العالمي لمرض ألزهايمر عام 1984 ، ومن بعدها اتفقت المنظمات الصحية العالمية على أن يكون يوم 21 سبتمبر من كل عام والذي يصادف هذا العام يوم السبت القادم ، موعدا لإحتفال العالم ” تثقيفيا وتوعويا “بهذا المرض الذي أخذ في الإزدياد بصورة متسارعة.
وقد وضع عدد من الخبراء بهذا المرض رؤية تحدد هدفهم وهي ” حياة أفضل للأشخاص الذين يعانون الخرف ولذويهم ” . ولعلنا نتوقف قليلا عند الكلمة الأخيرة من تلك الرؤية وهي ” ذويهم ” . فأهل المصاب بالزهايمر يعانون كثيرا من الضغوط النفسية ، كما يصاب بعضهم بالإكتئاب ، لأن المصاب بحاجة إلى رعاية متواصلة في الليل والنهار، في أوقات العمل أو الإجازات .
في المملكة يوجد وحسب الإحصاءات حوالي 130 ألف مصاب بهذا المرض المتعب ، وهذا يعني أن هناك أكثر من مئة ألف أسرة تجد نفسها في مأزق عدم درايتها بالطريقة الصحيحة للتعامل مع مرضاها . ويعتقد بأن العدد سيتضاعف مع حلول عام 2050 . فهناك 9,9 مليون حالة جديدة من حالات الخرف كل عام حول العالم . بمعنى أنه في كل 3 ثواني هناك مصاب جديد بالخرف .
ومع أهمية الإحتفال والمشاركة في تسليط الضوء على مرض الزهايمر في يومه العالمي جنبا إلى جنب مع دول العالم لرفع الوعي الصحي حوله ، ولمحاولة الإستفادة من كل التطورات الحديثة للخدمات التي يمكن تقديمها لمرضى ألزهايمر ، إلا أن ذلك ليس كافيا لتنوير الأسر التي لديها مصاب بهذا المرض حول كيفية التعامل معه والعناية به وحمايته من أي مكروه يمكن أن يعرض نفسه له . وقد أطلعت على استبيان حول ذلك ، وفوجئت بأن تلك الأسر تتعامل مع الشخص المصاب لديها بطرق إجتهادية مبنية على عواطف القرابة لا على دراسات علمية أو نصائح وتوجيهات من جهات متخصصة . وإني لأقدر الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجمعية السعودية لمرضى الزهايمر ، إلا أنني أعتقد بأن هذه القضية تحتاج للمزيد من الجهد والكثير من الدعم الحكومي والخاص لتترجم رؤية اولئك الخبراء لخدمة مرضى الزهايمر ومساعدة ذويهم, ولكم تحياتي