بقيق ودلوخ السنابات

أهل الخليج يعرفون معنى كلمة ” دلوخ ” ويفردونها بكلمة ” دلخ ” ، ويقصدون بها كل شخص أهبل لا يميز بين الضار والنافع . وفي الماضي كان عدد الدلوخ محدودا جدا لكن ومع دخول التكنلوجيا وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي بين الناس ، تضاعفت أعداد ” الدلوخ ” ممن لا يقدرون خطورة ما يقولونه أو يتناقلوه . وإذا كانت بعض المقاطع التي تنتشر عبر حسابات هؤلاء المتطفلين ، تتعلق بالأمور الإجتماعية رغم خطورتها على الناس وعلى سمعتهم وحياتهم الأسرية ، إلا أنها تكون أكثر خطورة وأشد ضررا إذا كان الأمر متعلقا بالوطن وبالأمن الوطني وبالمواطنين جميعا . وقد حذرت وزارة الداخلية من خطر ما يتم تصويره وبثه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، كما أعلنت في بياناتها الرسمية العقاب الذي ينتظر كل من يصور وينقل للناس مقاطع قبل إنتظار البيانات الرسمية التي تبين الحقائق التي حتما لا يعرفها ذلك الدلخ . تلك الجهات أيضا شرحت للناس بأن تلك المقاطع تشكل خطرا على البلاد والعباد ، وتفيد الأعداء المتربصين وتمنحهم الفرصة لتحديد المواقع التي يمكن استهدافها لاحقا . ومع كل تلك التحذيرات لا يزال بعض المواطنين يمارسون هذه الأمور إما بسذاجة أو في محاولة لجذب أكبر عدد من المتابعين لحساباتهم .

ولعل حادثة الإعتداء على المنشآت النفطية في بقيق ليلة البارحة لأكبر دليل على تلك الحماقة ، فبعد دقائق من الإعتداء ، تناقل الناس مقاطع للحرائق التي اندلعت في المعمل ، وزارد الطين بلة حينما حذر المصور ساكني ” بقيق ” بأخذ عائلاتهم وترك المدينة لخطورة الأمر مما أثار الرعب في نفس من استلم المقاطع وشاهدها . ولو أنه أنتظر لساعة أو ساعتين حتى تقوم الجهات المعنية بالسيطرة على الحريق وإطلاع الناس على حقيقة ما جرى ، لما انتشر الخوف بين ساكني تلك المدينة وأقاربهم في كل مكان . ولكم أن تتصوروا لو أن الحادث كان في وقت مبكر حيث كان الناس في الأسواق أو يتابعون برامجهم التلفزيونية !!

يبدو أننا أمام قضية تحتاج للتشدد في التعامل معها ، فالمقطع الذي شاهدناه عن حريق بقيق لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير عن مثل هذه الحوادث المتكررة . وقد أعذر من أنذر ووزارة الداخلية قد أنذرت الناس وحذرتهم ، ولن يلومها أحد إن تشددت في العقاب لأولئك ” الدلوخ ” ولكم تحياتي