” ساهر ” ودرام البلدية
ليس من عاداتي أن أستصغر أي مشروع وطني أو أقلل منه مثل ” ساهر ” الذي أعتبره من أفضل المشاريع الوطنية . فهذا المشروع المروري ، ساهم بكل تأكيد في الحد من الكثير من المخالفات المرورية القاتلة مثل تجاوز السرعة أو قطع الإشارة . ولعلني وغيري من الزملاء الكتاب قد أشدنا كثيرا بهذا المشروع وطالبنا بالمزيد من كاميرات المراقبة لأننا نؤمن بأن هناك الكثير من المستهترين بقوانين المرور وبحياة الآخرين ممن هم بحاجة لردع قوي كي يفكروا ألف مرة قبل إرتكابهم لتلك المخالفات الخطيرة . ولكن ومع كل هذا الإطراء لنظام ساهر ومساندتنا له ، إلا أن هناك بعض المواقف والتصرفات التي تضع من يدافع عنه في حرج أمام عامة الناس ممن يعتقدون بأن تلك التصرفات توحي كما لو أن الهدف منه هو هدف مالي ولا علاقة له بالسلامة المرورية .
في الكثير من دول العالم ، تجد العلامات المرورية والتحذير من وجود كاميرات مراقبة أو رادارت لضبط السرعة ظاهرة بشكل واضح للسائقين ، وحتى لو تغيرت السرعة في الطريق الواحد فهناك لوحات حمراء كبيرة تحذر السائق من أن السرعة سوف تتغير بعد كيلومتر واحد ، مما يمنح السائق الفرصة الكافية لتعديل سرعته قبل أن يصل للمنطقة التي خفضت فيها السرعة ووضعت كاميرا مراقبة لرصد المتجاوزين للسرعة التي تم تعديلها . وقد كتبت في مقال سابق بأن المرور ومن خلال بعض التصرفات غير المدروسة يضر بالعلاقة بينه وبين مرتادي الطرق وقائدي المركبات ، وهو الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إنعدام الثقة برجال المرور عند غالبية الناس . ولو أخذنا المقطع الذي تم تداوله قبل أيام والذي أظهر موظف ساهر وهو يخبىء الكاميرا خلف صندوق القمامة أعزكم الله وهو المقطع الذي حظي بعدد كبير من التعليقات الساخطة على المرور ، لو وضعناه كنموذج لتلك التصرفات الغريبة لفهمنا خطورة ذلك على الثقة المفقودة . فإذا كان الهدف هو تشجيع السائقين على الإلتزام بالسرعة المحددة ، فإن ذلك لا يستدعي إستخدام هذا الأسلوب الذي يوحى للناس بأن ” ساهر ” وضع لتحصيل المزيد من الغرامات وبالتالي زيادة الإيرادات .
باختصار شديد … نحن جميعا مع ساهر ونطلب مضاعفة كاميراته . لكننا في صف السائقين عندما يطالبون بتعديل سرعات الطرق بحيث لا يبالغ في تحديد السرعة خاصة على الطرق الطويلة ، أو بمطالبتهم بوضع الكاميرات في أماكن واضحة ، مع تثبيت علامات تحديد السرعة بشكل ظاهر ومتكرر .
صدقوني بأن الجميع سيقفون إحتراما وتقديرا لأي نظام يحميهم ويحمي أهلهم وذويهم كنظام ساهر ، عندما يشعرون بأنه نظام وضع لصالحهم لا لإمتصاص ما في جيوبهم . ولكم تحياتي