الرأي , سواليف
كرسي الشيطان !؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ما أشبهك أيها الكرسي ” الوثير ” بذلك الشيطان الملعون ” الحقير ” . فلطالما أغويت الكثير ممن يجلسون عليك وأقنعتهم بأنك أوفى الأوفياء لهم ، وأنك خادمهم المطيع اليوم وغدا وأبد الآبدين .. تدخل لقلوب المتعطشين والمنتفعين كما يدخل الخيط من خرم الإبرة .. فأنت ” المفتاح الماستر ” الذي يفتح كل الأبواب حتى لو كانت لخزائن محصنة . وأنت كفانوس علاء الدين في الأساطير القديمة الذي يأمر فيستجاب له ويطلب فتتحق كل طلباته .
أيها الماكر الخطير … لقد غيرت الألوان السوداء في نظر من يجلس عليك ، إلى ألوان بهيجة تسر الناظرين ، وأوهمته بأن موت الضمير هي الخطوة الأولى نحو الجاه والثروة والرخاء ، وأفتيت له بأن كل ما هو أمامه من مال هو ماله ومن خير هو خيره ، وصورت له الممتلكات العامة وكأنها ممتلكاته الخاصة يعبث بها كيف يشاء . وبفعل سحرك أيها الكرسي الملعون ، تحول قلمه إلى ” عصاً ” تؤدب من يعترض عليه أو يرفض تنفيذ أوامره .
أسألك وأنت الكرسي الشيطان ، لماذا أخفيت عليه حقيقتك !؟ لماذا لم تقل له أنك مثل كرسي الحلاق له ولغيره لا تدوم لأحد !؟ لماذا لم تقل له أن لسحرك زمن محدود الصلاحية لا يمكن تمديدها !؟
لقد نلت من ذلك المسكين الذي صدقك وآمن بسحرك وإغراءاتك ، فسرق وظلم وأكل الحرام وتسلط على عباد الله ممن كانت حوائجهم بين يديه ، فالضمير الذي يردعه نفذ فيه حكم الإعدام في اليوم الأول من حفل الجلوس ، حتى إذا ما جاءت لحظة الحقيقة ووجد نفسه بين القضبان ردد ما قاله الشاعر المصري الشهير محمود سامي البارودي :
لا أنيس يسمع الشكوى ، ولا … خبر يأتي ، ولا طيف يمر
بين حيطان وباب موصد … كلما حركه السجان .. صر
يتمشى دونه حتى إذا … لحقتة نبأة مني .. استقر
كلما درت لأقضي حاجة … قالت الظلمة .. مهلا .. لا تدر
ولكم تحياتي
هذا زمن الحساب والعقاب وياويل من لايتوب وينوب.