البيان المشترك.. رسالة واضحة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
البيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، قبل يومين، فيما يخص التطورات السياسية والعسكرية على أرض اليمن، وما تلاها من مزاعم واتهامات وحملات تشويه ضد الجهود الإماراتية، جاء ليؤكد موقف الدولتين من الهدف الأساسي لإنشاء التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية بأنه لا يزال موقفه القومي – التحالف – تجاه التدخلات الإيرانية وتجاه إعادة الشرعية من «الحوثيين» مستمراً.
موقف الدولتين من مساعي بعض القوى السياسية اليمنية في إشغال الرأي العام العالمي كان واضحاً في أكثر من نقطة، فجانب أنه أكد استمرار الهدف الأساسي لدولة الإمارات من الوجود بجانب السعودية في اليمن، فإنه رفض حملات التشويه لبعض السياسيين والإعلاميين المحسوبين على السلطة الشرعية، والذين يحملون فكراً تخريبياً بدعم خارجي ليس في اليمن فقط، وإنما في العالم العربي بأكمله، ولعل واحدة النقاط المهمة أنها وضعت حداً لمحاولات تفكيك العلاقة الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات بالسعودية، باعتبارهما أصبحا ركيزة أساسية في استقرار الأمن القومي العربي من خلال الدعم السياسي والمادي الذي تقدمانه لبعض الدول العربية.
الذي يحتاجه اليمن الآن من أبنائه هو العمل على تحقيق الاستقرار وتعزيزه وعدم إعطاء المجال لأذرع إيران باستغلال التنافس بينهما، وبالتالي تشتيت الجهود الداخلية والعربية في ذلك، وبصورة أكبر على الذين يشنون حملة تشويه ضد دولة الإمارات عليهم أن يتابعوا ما يقوم به الحلفاء ويتأكدوا من حجم التضحيات التي قدمت لهذا الهدف بدلاً من أن يكونوا عبئاً سياسياً على وطنهم وأهلهم في اليمن، وعدم العمل على تحقيق أهداف دول إقليمية يغيظهم في الأساس وجود التحالف العربي ويبعث فيهم القلق والإزعاج من استقرار الدولة اليمنية.
أحياناً تضطرنا المواقف الغريبة ضد دولة الإمارات، والتي أصبحت متكررة حتى يمكن القول بأنها أصبحت في عداد البديهيات لدى بعض الشخصيات أو وسائل إعلامية، إلى البحث عمن يقف ضد مصلحة الإنسان العربي ويغرد عكس تيار المصلحة العربية، وفي هذه الحالة سرعان ما يأتي إلى أذهاننا تنظيم الإخوان الإرهابي والدول الداعمة له في المنطقة، وكذلك خلاياه النائمة التي سريعاً ما تتماهى مع تلك الحملات المغرضة والتي تظهر مباشرة وتفضح نفسها مع أي وجهة نظر تختلف مع دولة الإمارات أو السعودية كما حدث في هذه الأزمة اليمنية – اليمنية الأخيرة.
في توصيف ما يفعله حزب الإصلاح اليمني وشريكه ممثل السلطة الشرعية أن علاقة «الإخوان» بأوطانهم لا تختلف عن علاقتهم بباقي العالم، فهم سريعاً ما يستدعون مصلحة الحزب أو جماعة على الوطن، وفي حالتنا استغلوا ضعف السلطة الشرعية في إدارة البلاد بحكم غيابهم عن الساحة اليمنية واعتبروه جسراً للوصول إلى السلطة، ولكن عندما انفضحت مؤامرتهم أمام ممثل الشعب الجنوبي ممثلة في السلطة الانتقالية وانهزموا أمامها أرادوا أن يغيروا اتجاه بوصلة فشلهم إلى دولة الكل يدرك ما قدمته من تضحيات وأرواح مواطنيها وسعوا بقوة إلى تخريب العلاقة الاستراتيجية بين الحلفاء إلا أن الباعث على الاطمئنان والارتياح أن قيادة البلدين تكون دائماً لهم بالمرصاد فتكون النتيجة جولة جديدة في الفشل والانتكاسة.
الحقيقة أن اسم دولة الإمارات بات يترادف ويتردد دائماً مع ذكر المملكة العربية السعودية، والعكس صحيح في كل مشهد سياسي أو اقتصادي، وأصبح الأمر كأن من يتكلم عنهما يقصد بأنهما دولة وسياسة واحدة، وهذا تأكيد على طبيعة العلاقة التي وصلت بينهما من حيث تكامل الرؤية ووحدة المصير، وبعد كل هذا يأتي من يحاول أن يستهدف هذه العلاقة وفي هذه الحالة يكون كمن يمارس مراهقة سياسية متأخرة ولا يريد أن يدرك أن اختراقها ليس بتلك السهولة التي يظنها قبل التفكير في التأثير فيها.
واقع الأمر أن مثيري الفوضى في اليمن سواء من حزب الإصلاح أو غيرهم لم يسعفهم في محاولتهم المساس بدولة الإمارات وبالتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، حيث قطعت عليهم دول الحلف العربي مشروعهم ببيان يضع النقاط على الحروف.