هيئة الأمر بالمعروف: “تحدي دلو الثلج” مخالف للذوق العام ونطلب فتوى كبار العلماء
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض: عناوين
طالبت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعرض تحدي «دلو الثلج» على هيئة كبار العلماء من أجل أخذ الرأي الشرعي فيه، وأن فيه مخالفة للذوق العام، فيما أوضحت أنها لا تتدخل في الأمر مادام يتلخّص في سكب الماء والثلج على الجسد كنوع من التحدّي وتحت سقف المسابقة، مشيرة إلى أنه «لا يعتبر منكراً»، وأنه لم يصل لمرحلة الظاهرة بعد، ولم تصلهم تعليمات أو تعاميم تخصّ هذا الشأن للتعامل مع أية حالة، مؤكدة عدم تسلمهم أي بلاغ يشير إلى مخالفة تستدعي مباشرتها من جهتهم حتى الآن.
و طبقا لصحيفة الحياة فإن الهيئة اعتقدت أن الأمر ما دام فيه شأن صحّي لما يترتب على ممارسته من أضرار وتأثيرات جانبية على الصحة للشخص، أن تقوم وزارة الصحة بإطلاق تحذيرات وتنبيهات من أجل التوعية. وقالت إن الإسلام أكبر وأسمى من أن يتم التضييق في أمر وصفته بـ «البسيط»، معترفة أنه ربما يكون فيه جانب من مخالفة الذوق العام في طريقة ممارسته، إلا أنه أخذ منحى آخر بعد تسليط الضوء عليه من الإعلام وتداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أوسع.
وطالب مساعد المتحدث باسم فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية ناصر الخالدي بالبحث بشكل موسع في هذا الشأن، إذ إنه حتى الآن لم يصلهم تعاميم أو تعليمات بالتعامل مع مثل هذه الحالات، ولا دراية لهم بما يتم تداوله، وهل هي عادة غريبة وخلافه. وأكد الخالدي لـ «الحياة» أن مثل هذه الأمور تبدأ بشكل عادي حتى تأخذ منحنى أوسع بعد تسليط الضوء عليها، إذ إن الإسلام أسمى وأكبر من أن يضيق في أمر بسيط، وإن كان الأمر مخالفاً للذوق العام لكن ليس منكراً وله ضوابط، مؤكداً ضرورة أن يعرض الأمر على هيئة كبار العلماء لمعرفة الرأي الشرعي أو الجهات الأمنية ومشاركة جهات عدة في هذا الأمر.
وذكر مساعد المتحدث باسم الهيئة في المنطقة الشرقية أنه من المفترض مخاطبة وزارة الصحة لأنه شأن صحي، إذ بدورها ستسعى من أجل العمل على التوعية والتثقيف وإطلاق التحذيرات من المخاطر التي تحدث إثر ممارسة «تحدي الثلج»، مستغرباً إقحام الهيئة ما دام الأمر لا يعدو كونه رياضه أو تحت سقف المسابقات مرجحاً سبب انتشارها وتغيّر هدفها الأساسي تزامناً مع ازدياد درجة حرارة الأجواء التي تشهدها المنطقة خلال فصل الصيف الحالي، مطالباً بعدم تضخيم الأمر وإعطائه أكبر من حجمه، مؤكداً أنه لم يردهم بلاغ بهذا الشأن، مشيراً إلى أنه لو كان الأمر وصل مرحلة الظاهرة ستجد المجتمع قلقاً منه حال رؤيته.
وأصبح «تحدي دلو الثلج» هوساً أصيب به كل مشاهير العالم، إضافة إلى شخصيات اجتماعية وإعلامية ودينية في المملكة، ذلك بقيامهم بسكب مياه مثلجة على رؤوسهم للتوعية بمرض «التصلب العضلي الجانبي الضموري» (ALS)، والتبرع لصالح المؤسسة. وتحول «تحدي دلو الثلج» من خيري إلى حب الظهور والتقليد، إذ ظهرت مقاطع عدة، يغلب على تصويرها الفكاهة. فيما قام شخص ملثم يرتدي ملابس سوداء، وخلفه علم تنظيم «داعش»، وهو يسكب دلواً مليئاً بالدم المثلج على رأسه.
وتجاوزت تبرعات «تحدي الثلج» لأغراض خيرية والذي شارك فيه آلاف الأشخاص من شخصيات سياسية واقتصادية ونجوم الفن والرياضة وأناس عاديين من مختلف دول العالم، عتبة مئات الملايين من الدولارات من التبرعات. إذ إن التحدي يقوم على صب دلو من المياه المثلجة على الرأس والتبرع بمبلغ 100 دولار، وتسمية مرشح آخر ليقوم بالتحدي. وكانت الجمعية حققت العام الماضي 2.8 مليون دولار للفترة نفسها الممتدة من 29 يوليو إلى 29 أغسطس. ويستخدم هذا المال بحسب الجمعية لتمويل أكثر الأبحاث تطوراً، ومساعدة أشخاص مصابين بهذا المرض».