«24 ساعة» اقتصاد أقوى!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لم تتضح الصورة الكاملة والتنفيذية بعد لقرار السماح للأنشطة التجارية والمطاعم بالعمل لمدة 24 ساعة، وما هي الأنشطة التي لن تستفيد من مثل هذه الفرصة، وهل ستتغير الأسعار مع تأخر الوقت؟ وهل الأنشطة التجارية والمحال لديها القدرة والإمكانات لمثل هذه الخطوة الهامة.. إلخ من النقاط التنظيمية والرقابية التي ستتضح مع الأيام القادمة، ولكن المؤكد أنَّ الأسواق التجارية والمُستهلكين كانوا جميعاً في حاجة لمثل هذا القرار الذي سيكون له انعكاس إيجابي على الحركة الاقتصادية بشكل عام، وعلى جودة الحياة في المدن السعودية، وعلى توفير فرص عمل أكثر للسعوديين في تلك الأنشطة التي ستحتاج إلى طواقم عمل وموظفين أكثر «لسد الاحتياج» المتوقع طوال اليوم.
جمال هذا القرار وقوته وتأثيره أنَّه جاء مُخالفاً لموجة مُطالبات سابقة وتوقعات بإغلاق المحلات الساعة 9 بعد صلاة العشاء، ممَّا يدل على أنَّه قرار صائب جداً اتخذ للمصلحة العامة بعد دراسة مستفيضة من المُشرِّع ترجحت فيها المسألة، ولم يُتخذ تلبية لآراء أو رغبات أو أطروحات لا تستند إلى دراسات علمية واقتصادية ذات احتياج ودلائل واضحة، ولنا في تجربة افتتاح بعض المولات خلال عيد الفطر الماضي على مدار الساعة خير دليل على الفائدة المرجوة والمُنتظرة من هذه الخطوة الجديدة، وأنَّها بالفعل مُستجيبة لحاجة المرحلة الحالية، والتفاعل الاجتماعي الكبير مع الأنشطة الترفيهية والترويجية والتسويقية التي ستتحسَّن نظراً لمساحة الوقت الكبيرة والكافية التي يمكنها أن توفر للجميع أوقات ممتعة، وتمنحهم الفرصة للتسوق أو التمتع بالبرامج الترفيهية بعيداً عن أوقات الذروة، ما يعني تخفيف الزحام وهو ما سيزيد من فرص الاستثمار وتعدد الخيارات وتوفرها وتجويدها وتنوعها أمام المُستهلك ليختار الأفضل بالنسبة إليه، والأنسب لظروفه الحياتية والمعيشية وحتى العملية، بزيادة الاستثمارات القائمة ودعمها، ودخول لاعبين جدد للسوق السعودي لاستثمار الفرصة، وهو ما سيصبُّ في مصلحة المواطن واقتصاد الوطن في نهاية المطاف.
أتوقع أن تستفيد عدة أنشطة من القرار بشكل مباشرة مثل «المطاعم، المقاهي، بعض المولات، تأجير السيارات، حجوزات الطيران، مكاتب الشحن، منافذ البيع، المدن الترفيهية وما في حكمها .. إلخ»، وهناك أنشطة أخرى قد تحتاج لخوض التجربة ومعرفة مدى الاحتياج الفعلي، وهو ما يعني أنَّ السوق السعودي وأنشطته التجارية، سيصحح نفسه بنفسه بشكل تلقائي وإيجابي دون تدخل أو تأثير من أحد ليحصل على قيمة اقتصادية إضافية أخرى تجعله مُتفرداً، «ليعلو كعبه» أكثر بين أسواق المنطقة التي سيؤثر عليها حتماً، بدليل ترقب الآخرين؟ وهم ينظرون للتجربة السعودية وفوائدها المُنتظرة باهتمام كبير.
وعلى دروب الخير نلتقي.
فهد بن جليد
نقلاً عن جريدة (الجزيرة)