أزمة تهدد العلاقات التركية القطرية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دخلت العلاقات بين تركيا وقطر، في أزمة حقيقية، قد تضع العلاقة بين الطرفين على مفترق طرق، وذلك عقب أن أذاعت قناة «الجزيرة» الإنجليزية تقريرًا شديد اللهجة حول حالة القمع التي ينتهجها أردوغان ضد الصحفيين.
وأجرت مذيعة برنامج «ذي ليسينيغ بوست» في قناة «الجزيرة» الإنجليزية التابعة لقطر، مقابلات مع 3 صحفيين بارزين، بعضهم يُحسب بشكل أو بآخر على جماعة فتح الله غولن، التي تعتبرها حكومة أنقرة تنظيم خارج عن القانون، وتتهمها بالضلوع خلف محاولة الانقلاب المزعومة في 2016م.
وبثت قناة «الجزيرة» الإنجليزية تقريرها حول تورط أردوغان في قمع الحريات والصحفيين قبل أيام من زيارة تميم بن حمد إلى واشنطن، في خطوة قرأها مراقبون بأنها محاولة استرضاء قطرية لأمريكا على حساب الحليف التركي الغارق بالمشاكل مع حلف الناتو والولايات المتحدة على وجه الخصوص، على إثر إصراره إتمام صفقة S400 الروسية.
وكان لافتًا، استخدام معدة تقرير قناة «الجزيرة» الإنجليزية، تعبيرات شديدة اللهجة تجاه أردوغان، ووصفته بأنه شن حملة عدوانية لمراقبة واستهداف ومحاكمة وسجن صحفيين، ومن بينهم 3 إعلاميين بارزين؛ هم: جان دوندار، وماهر زاينلوف، وتشادش كابلن، وجميعهم يعيشون في المنفى هربًا من جحيم أردوغان وتضييقه عليهم.
وتطرقت معدة تقرير قناة «الجزيرة» الإنجليزية في سياق إجراءها للمقابلات مع الصحفيين الثلاثة الذين يعيشون في أمريكا واليونان وألمانيا، إلى إغلاق أردوغان لأكثر من 100 وسيلة إعلامية منذ أحداث الانقلاب المزعوم، وبثت تهديدًا متلفزًا لأردوغان يتوعد فيه الصحفي جان دوندار على إثر نشره قصة تورط المخابرات التركية في تسليح الإرهابيين في سوريا، حيث توعد أردوغان الصحفي بقوله “إن من نشر هذه القصة سيدفع الثمن غاليًا، ولن يفلت من العقاب”.
ويأتي نشر قناة الجزيرة الإنجليزية لهذا التقرير الصادم، والذي أدخل العلاقات بين تركيا وقطر في أزمة حقيقية وإن كانت صامتة بعض الشيء، بعد أسابيع قليلة من تسريبات تركية حيال عدم وفاء الدوحة بتعهداتها المالية لها، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة ردٍ غير مباشر من القطريين على تلك التسريبات.