سينما الشرقية
يوم الأحد القادم تتطلع المنطقة الشرقية برمتها إلى افتتاح أولى صالات السينما التجارية بها، بعد طول انتظار وترقب. تأخرت سينما المنطقة كثيراً لأسباب نجهلها وقد تكون وجيهة أو غير وجيهة. المهم هو أننا أخيراً أصبحت لدينا في المنطقة دار سينما، وأتوقع أن تشهد زحاماً شديداً نظراً لندرتها وحفاوة المنطقة القديمة بالسينما، التي كانت ممثلة، لموظفي أرامكو بالذات وأسرهم، في قاعة تاريخية تراجعت أهميتها في السنوات الأخيرة.
كان رأيي ولا يزال أن الترفيه الواقع تحت مظلات رسمية يبقى متواضعاً، بل وأحياناً يكون متهالكاً لأن كل ما يقع تحت (القطاع العام) محكوم عليه بهذا التواضع وهذا التهالك باعتبار أن المشغل لا يهدف إلى الربح ولا تهمه المنافسة في قليل أو كثير. الفرق الآن في صناعة الترفيه في المملكة، للسينما وغيرها، أن التاجر المستثمر هو الذي ينشئ حواضن هذه الصناعة ويحرص على جودتها وتنافسيتها ليجذب المشترين لبضاعته. وإذا أضفنا إلى ذلك المواصفات العالمية التي تفرضها الهيئة العامة للترفيه لأي نشاط ترفيهي فإننا نكسب كمجتمع كثيراً في كفاءة ونوعية الترفيه الذي نمارسه.
إذا عدت إلى سينما الشرقية فإن هذه الدار الجديدة لا تكفي ولن يكفي عشرات مثلها نظراً لمساحة المنطقة وعدد سكانها الذي يصل إلى حوالي 5 ملايين نسمة. كما أن تباعد محافظاتها الذي قد يصل بين محافظة وأخرى إلى ما يزيد على 300 و400 كيلومتر يتطلب أن تكون مبادرات إنشاء دور السينما أوسع وأسرع في وتيرتها مما هي عليه الحال الآن. ولعلنا في هذا الصدد نفكر، بما يسمى في دول عديدة، السينما الشعبية، فبعض المحافظات قد لا تلبي في عدد سكانها وقوتها الشرائية متطلبات المستثمر الدولي ومواصفات التنفيذ العالية المستوى والمكلفة. والحل في نظري هو أن يجري الاستثمار في دور السينما، على سبيل المثال، على أساس فئة أ وب وج، ما يعطي فرصاً أوسع للمستثمرين، ولا يحرم كثيرا من المحافظات من الذهاب لدور السينما باعتبار ذلك من أرقى وأروع أنواع الترفيه.
محمد العصيمي
نقلاً عن (اليوم)