حرب أو لا حرب… هذا هو الأهم
أهم خبر اليوم بمنطقة الشرق الأوسط – وربما في العالم – هو متابعة ما يحدث بين النظام الإيراني وبقية العالم في مياه الخليج العربي ودول الخليج العربية.
الولايات المتحدة بعثت المزيد من جنودها هناك، وقبل ذاك بعثت بمدمرات وحاملات طائرات، وقاذفات استراتيجية، باختصار أظهرت واشنطن القوة الأميركية العسكرية الحقيقية.
بدورها قامت إيران بالهجوم على ناقلات النفط السعودية والنرويجية واليابانية، وهدد باقري، رئيس أركان جيشها، بأنهم قادرون على غلق مضيق هرمز، وخوّف رئيس «الحرس الثوري»، الجديد، حسين سلامي، بصواريخ باليستية «دقيقة» جداً، لتخويف كل الدول بالمنطقة.
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال عن هذا الحضور الأميركي العسكري الكبير بالخليج: «نحن موجودون في المنطقة لردع أي اعتداء من طهران ولحماية مصالحنا». وتكلم الوزير الأميركي بوضوح، بعد أن أثبت أن إيران هي المدانة بهجمات خليج عدن: «سندافع عن مصالحنا وحلفائنا وعن التجارة الدولية من خطر إيران». كما اعتبر بومبيو أن «إيران أهانت رئيس وزراء اليابان بعد ضرب إحدى سفن بلاده خلال زيارته».
نحن في حالة تلامس أنوف خطير، ودول المنطقة في مقدمتها السعودية، ليست دول «حربجية» بل دول تريد السلام والتنمية، ولكن كما قال ولي العهد السعودي في حواره مع جريدة «الشرق الأوسط»، لن نتردد بالدفاع عن الوطن ومصالحه.
هذا الحضور الأميركي «الجادّ» وضع الكل أمام مسؤوليته الدولية، حتى أن روسيا البوتينية ومعها الصين التي هي في حالة حرب اقتصادية مع أميركا انزعجتا من الحضور الأميركي العسكري بالخليج (يعني يجوز لروسيا كل ما تفعله بسوريا المنكوبة)!
بل هناك أنباء أخطر تحدثت عن أنه يوم الاثنين الماضي تم إبلاغ مساعدي كبار أعضاء الكونغرس لحضور اجتماع في البيت الأبيض، وتلقوا إحاطة بأن إيران كانت تنوي الهجوم على هدف نفطي كبير بالسعودية، وإنه إذا تم تنفيذ هذا الهجوم، فإن الولايات المتحدة ستتدخل وسترد عليه بالوسائل العسكرية، لكن كما جاء في خبر «العربية» لم تتوفر تأكيدات على صحة الخبر بعد.
لا واشنطن ولا الرياض ولا أبوظبي ولا بقية العرب المتضررين من إيران يفتشون عن إشعال حرب مع نظام إيران الشرير، وتغيير النظام شأن يخص أهل إيران، ولكن لن يقف السعوديون ولا أهل الخليج ولا أهل اليمن ولا الولايات المتحدة، بل وعند العقل والإنصاف نقول، ولا المجتمع الدولي كله، عند ابتزاز عصابة «الحرس الثوري» الإيراني لمصالح التجارة العالمية والسلم الدولي.
هذا هو الخبر الأهم والنبأ العظيم اليوم، لأنه خبر له ما بعده لأجيال مقبلة،
وأي خبر غير هذا الخبر أكان ذلك عن ولادة شخص صغير أو وفاة شخص كبير مجرد خبر من الأخبار.
مشاري الذايدي
نقلاً عن (الشرق الأوسط)