حليف أردوغان : خاتمي مزين بـ”حجر مقتلع من مقام النبي إبراهيم”.. وتلقيته هدية من نجلي
يلدريم يعترف بالسطو على محتويات الكعبة.. وهذه هي الحقيقة (صور)
زعم رئيس الوزراء التركي السابق ومرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية اسطنبول الكبرى، بن علي يلدريم، أن حجر الخاتم الذي يرتديه في إصبعه، من مقام النبي إبراهيم عليه السلام بالكعبة.
وقال يلدريم، في تصريح وصفته بعض وسائل الإعلام التركية بالغريب، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني لقناة “ATV”، أمس الخميس ردا على سؤال بشأن الخاتم الذي يرتديه: “إنه هدية من نجلي. الحجر الذي يزين الخاتم تم اقتلاعه من حجر مقام النبي إبراهيم بالكعبة”.
ولم يقدم يلدريم أي معلومات عن كيفية اقتلاع حجر خاتمه من المقام المحفوظ داخل قفص زجاجي، ومن أين حصل نجله على هذا الحجر. ومقام النبي إبراهيم عليه السلام هو الحجر الذي وقف عليه أثناء بناء الكعبة، ودعا الناس من أعلاه للحج وهو المكان الذي وجد فيه ذلك الحجر.
وحاولت (عناوين) تقصي الحقيقة في تصريح يلدريم الغريب فلم تجد ما يمكن أن يؤكد صدق كلامه لا سيما أن حجر مقام إبراهيم موضوع في إطار زجاجي محكم ولم يثبت تعرض أجزاء منه للسطو أو التهريب أثناء الاحتلال العثماني لشبه الجزيرة العربية ، كما أن لون الحجر في الخاتم أسود بخلاف لون حجر مقام إبراهيم .
وأغلب الظن أن الحجر الموضوع في الخاتم هو جزء صغير من قطع “الحجر الأسود” التي استولى عليها العثمانيون قبل قرون، فوفقا لتقرير نشرته وكالة الأناضول التركية، فإن 4 قطع نفيسة من الحجر الأسود تزين جامع “”صوقوللو محمد باشا” في إسطنبول، منذ قرابة 5 قرون.
وتفيد الروايات بأن السلطان العثماني سليمان القانوني، جلب القطع المذكورة إلى إسطنبول، وأن المعماري سنان باشا قام بتثبيت 4 منها في جامع “صوقوللو محمد باشا”.
وحسب الوكالة التركية، توجد القطع المذكورة وسط أحجار الرخام في مدخل الجامع وفوق المحراب، وعلى مدخل المنبر وتحت قبة المنبر، في الجامع المذكور، ومحوطة بإطار مطلي بالذهب.
وأكبر قطع من الحجر الأسود في تركيا يوجد على مدخل ضريح السلطان العثماني سليمان القانوني، وجامع “أسكي” في ولاية أدرنة شمال غربي البلاد. ويمكن لزوار الجامع التاريخي لمس قطع الحجر الأسود، والاستمتاع بالمشهد المعماري للجامع.
واعتبر متابعون ومعلقون، أن تركيا أصبحت تروج للأثار النبوية التي انتزعتها من مواقعها المقدسة، لأغراض الدعاية السياسية، ولجلب السياح في بلد بات يرزح تحت أزمة اقتصادية مستفحلة. وتعرض الحجر الأسود قبل ذلك للسرقة في القرن الرابع الهجري على يد القرامطة الذين انتزعوه قبل العثمانيين، وغيبوه عن موقعه لأكثر من عقدين.
وإلى جانب قطع الحجر الأسود، الذي تبقت منه قطع صغيرة (نحو 8 قطع)، فقد نقلت تركيا عبر ما عرف بقطار الأمانات المقدسة عام 1917م كل الآثار والهدايا التي أهديت لحجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على مدار 1300 عام دون أن تستثني شيئا.
ووثقت الدولة العثمانية الكنوز المنقولة باعتبارها “أمانة”، والتي تضم مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية، بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يحصى من المباخر والعلاّقات وغيرها من القطع التي بلغت أكثر من 390 قطعة نفيسة.
ومن أبرز المقتنيات الموجودة في تركيا اليوم، والمعروضة في متحف توبكابي بإسطنبول، بردة النبي، ورايته (الحمراء)، ومكحلته، ونعله، ورباعيته، وخصلة من شعره.
وكان يعتقد أن الآثار النبوية ستعود يوما ما بعد الحرب إلى مكانها الأصلي، إلا أن التقلبات السياسية وزوال الدولة العثمانية وغيرها من التطورات حالت دون ذلك، في وقت اعتبرت فيه الدولة التركية الحديثة أن الكنوز النبوية هي جزء من إرثها التاريخي المملوك لجميع المسلمين.
ونفت تركيا في أكثر من مناسبة أن تكون قد استولت أو “سرقت” الآثار الشريفة، وسط استغراب بعض الباحثين، وتساؤلات حول شرعية وجود هذه الأثار في تركيا بدل مكانها الطبيعي في الحجرة النبوية الشريفة بالمدينة المنورة.
وحسب الإعلامي السعودي والباحث في التاريخ العثماني، محمد الساعد، فإن “ما قامت به تركيا لايمكن غفرانه ولا التغاضي عنه.. وعلى الأتراك إعادة ما سرقوه من الآثار النبوية الشريفة”.
أضاف الساعد، “أعتقد أن التجارب في العالم تؤيد هذا، فالكثير من الآثار المصرية المنهوبة على سبيل المثال أعيدت إلى مصر.. وهذا ما يجب أن تفعله الدولة التركية الحالية مع دفع تعويضات عن تلك السرقة الكبرى”.
وقال الساعد لموقع سكاي نيوز عربية، “إن العثمانيين سرقوا المهن والمواهب العربية فقد عمد الأتراك العثمانيون خلال جرائم “السفر برلك” التي اجتاحت العالم العربي نهاية القرن الثامن عشر على ترحيل كل أصحاب المهن العرب في مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والمدينة المنورة والعراق، وإجبارهم على نقل مهنهم وحرفهم إلى تركيا.. ولولا أولئك الأجداد العرب لما عرفت تركيا بالمهن الحرفية في العمارة والمطبخ والأعمال اليدوية والنقوش وخلافه”.