السجن 18 سنة لمنتحل شخصية أمير سعودي
نفّذ القضاء الأميركي، الجمعة (31 مايو 2019م)، حكمه على كولومبي اسمه Anthony Gignac وعمره 48 سنة، قضى معظمها ينتحل شخصية أمير سعودي لينصب ويحتال بالملايين على من لا يعلم هو نفسه عددهم، لكنهم بالعشرات، فأدانه قاض اتحادي في مدينة ميامي بالسجن 18 سنة و6 أشهر، وكان الحكم عليه نهاية لمغامرات لن يعود لمثلها أبدا.
انتوني غينياك الذي أوهم ضحاياه أن اسمه سلطان بن خالد آل سعود، وأحيانا عمر آل سعود، ولد في العاصمة الكولومبية بوغوتا، لكن عائلة أميركية تبنته حين كان في 1977 طفلا، واعترف بعد اعتقاله في أواخر 2017 بانتحال شخصيات عدد من الأمراء، فكان يظهر وهو يقود سيارات فارهة بلوحات دبلوماسية مزورة اعتاد على شرائها من موقع eBay للمزادات في الإنترنت، إضافة إلى تزويره وثائق توهم من يخطط للإيقاع بهم أن رصيده في بنك بإحدى دول الخليج كان 600 مليون دولار.
وكان يستخف حتى بالشرطة ويستغفل أفرادها، إلى درجة أنه تعرض في 1993 للسرقة حين كان نزيلا في فندق 5 نجوم، “فتقدم الأمير خالد بشكوى رسمية” اتصلت الشرطة على إثرها بالسفارة السعودية، فأكد المسؤولون فيها عدم وجود أمير بالاسم الكامل الذي ذكره في شكواه” بحسب ما نقلت صحيفة Miami Herald ذلك الوقت، وبعد الشكوى اشتهر المنتحل باسم سواه في ابتداع طرق يخطط لها جيدا، منها طبقا لما تلخص “العربية.نت” أسلوبه الرئيسي، إقناع مستثمرين بفرص تجارية مزعومة لم يكن لها وجود، وبإحداها حاول مرة شراء فندق في منطقة شاطئ ميامي، بولاية فلوريدا، ولم يفلح.
واعترف غينياك، في المحكمة منذ اعتقلوه أيضا، بما كان معظمه في سجلات الشرطة، من أنه كان يقدم نفسه دائما كأمير سعودي منذ كان بعمر 18 تقريبا، واعتاد ممارسة الاحتيال على شركات الائتمان المصرفي والفنادق والمحلات، وبأنه انتحل شخصية مسؤول حكومي أجنبي، غير عربي، فأسس في منتصف 2015 شركة Marden Williams International LLC للاستثمارات، وباسمها كان يتصل بالمستثمرين لاصطيادهم، حتى إن أحدهم أعطاه 5 ملايين دولار ليستثمرها له، فضاع معظمها على صاحبها.
وبالاحتيال عاش غينياك في رغد من الحياة دائما، فكان لا يصل إلى مكان إلا بهليكوبتر، وكان يضع علامة على باب منزله للإيهام بأنه أمير، وفي 1991 أقام 4 أيام في أحد فنادق “بفرلي هيلز” بواقع 3488 دولارا لليلة الوحدة، واستأجر سيارة “ليموزين” بمبلغ 7500 دولار، وقبلها في 1993 وصل مجموع ما ترتب عليه من ديون بمنتجع “غراند فلوريديان بيتش” العالمي إلى أكثر من 14000 دولار، فتملص منها ولم يدفع، لذلك أنهى الحكم عليه اليوم في فلوريدا حياة ذهب ضحيتها العشرات.