الربيعة: السعودية لا تربط العمل الإنساني بأي عمل عسكري أو سياسي أو عرقي أو ديني
عدّ معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة استضافة المملكة العربية السعودية للقمم الخليجية والعربية والإسلامية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله العتيق ليس بغريب عليها، فهي بلاد الحرمين الشريفين وتستمد رسالتها من تعليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحث على إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، مؤكداً أن المملكة كانت وستظل واضحة أمام العالم أجمع بالريادة في تقديم الغالي والنفيس في العمل الإنساني، وتعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة ونبذ الفرقة وإرادة الخير للجميع، مبيناً أن المملكة قدّمت خلال عقدين من الزمن يقارب 87,000,000,000 دولار أمريكي لأكثر من 81 دولة.
وبين معاليه في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم فندق فور بوينتس شيراتون مكة أن بلاد الحرمين حماها الله في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – أثبتت حياديتها حيث لا تربط العمل الإنساني بأي عمل عسكري أو سياسي، لافتا النظر إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – منذ أن كان أميرا للرياض وهو يقود العمل الإنساني ويوحده في هذا الكيان “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” لرفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة حيث افتُتحت أعماله في مايو من العام 2015 بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-، موضحاً أن المركز يعتمد في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية.
وأوضح أنه روعي في المشاريع والبرامج التي يقدمها المركز أن تكون متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم التي يعيشون فيها أو تعرضوا لها، وتشمل المساعدات جميع قطاعات العمل الإغاثي والإنساني (الأمن الإغاثي، وإدارة المخيمات، والإيواء، والتعافي المبكر، والحماية، والتعليم، والمياه والإصحاح البيئي، والتغذية، والصحة، ودعم العمليات الإنسانية، والخدمات اللوجستية، والاتصالات في الطوارئ)، مؤكداً أن المركز يسعى إلى أن يكون نموذجاً عالمياً في هذا المجال، مستنداً على مرتكزات عدة، من بينها مواصلة نهج المملكة في مد يد العون للمحتاجين في العالم وتقديم المساعدات بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية علاوة إلى التنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة، وتطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية وكذلك توحيد الجهود بين الجهات المعنية بأعمال الإغاثة في المملكة إلى جانب ضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تُستغل لأغراض أخرى، إضافة إلى أن تتوافر في المساعدات الجودة العالية وموثوقية المصدر.
وأفاد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن المركز قدم 1011 مشروعا إلى 44 دولة بتكلفة تجاوزت 3,500,000,000 دولار أمريكي، مبيناً أن الأمم المتحدة تتطلّع من الدول المانحة أن تقدم ما يقارب 0.7% من الناتج القومي كمساعدات إنسانية، لافتا النظر إلى أن المملكة إما التزمت بهذا الرقم أو تجاوزته، حيث وصلت مساعدات المملكة كما في عام 2014 م إلى ما يقارب 2 في المائة وهو أعلى رقم في تاريخ الأمم المتحدة منذ إنشاء الأمم المتحدة.
وقال معاليه: إن اليمن تأتي في مقدمة الدول تليها دولة فلسطين ثم سوريا والصومال وباكستان وإندونيسيا والعراق وغيرها من الدول التي نقدم لها المساعدات من خلال الـ 44 دولة التي ساعدناها خلال الأربع سنوات الماضية، مضيفاً أن المركز يهتم بالمرأة لأن المرأة عماد الأسرة، ودعم المرأة وتمكين المرأة يساعد في التغلب على التحديات الإنسانية في الدول المحتاجة وفي المجتمعات المتضررة، فقد تم تنفيذ أكثر من 225 مشروعا للمرأة ووصل المركز خلال أربع سنوات إلى 62 مليون امرأة حول العالم بمبالغ وصلت إلى 390 مليون دولار.
ويهتم المركز كذلك بشأن الطفل، لذلك استطاع المركز خلال 4 سنوات أن يصل إلى 114,000,000 طفل بـ 234 مشروعا في برامج التعليم والحماية والأمن الغذائي والتغذية والصحة والإصحاح البيئي.
وواصل معالي الدكتور الربيعة يقول : إن الكثير من وسائل الإعلام تجهل أن المملكة العربية السعودية تحتضن لاجئين ولكن المملكة لا تسميهم لاجئين وإنما تسميهم زائرين أعزاء علينا داخل المملكة.
وبيّن أن المملكة لديها أكثر من 561,000 زائر يمني، وأكثر من 262,000 زائر سوري، وأكثر من 249,000 زائر من الأقلية الروهانجية من ميانمار الذين يواجهون التحديات الإنسانية الكبيرة، وهذه الأرقام تمثل أكثر من 5% مقارنة بالشعب السعودي، مفيداً أن المملكة تحتل المركز الثاني من حيث النسبة لاستقبال المهاجرين، وهي تلي الولايات المتحدة الأمريكية مما يؤكد أن المملكة تحتضن هؤلاء المهاجرين الذين يدعمون الاقتصاد في دولهم.
وأكد الدكتور الربيعة حرص خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- على مبدأ الشفافية في العمل الإنساني وأن يكون العمل الإنساني واضحاً موثقاً، حيث قام المركز في العام الماضي بإطلاق منصة “المساعدات السعودية” التي يتمكن من خلالها الإعلاميين من الحصول على المعلومات الدقيقة المحدثة بالدخول لهذه المنصة من أي مكان في العالم.
وأوضح أن اليمن تحتلّ الاهتمام الأكبر من المملكة العربية السعودية حيث وصلت مساعدات المملكة خلال السنوات الأربع الماضية إلى أكثر من 12 مليار دولار موزعة بين المساعدات الإنسانية والإنمائية ودعم الاقتصاد في اليمن ودعم البنك المركزي اليمني، كما أطلق المركز أكثر من 345 مشروعا في اليمن، وهذه المشاريع التزم فيها المركز بالقانون الدولي الإنساني وأثبت المركز أنه لا يميّز بين أي منطقة من مناطق اليمن سواء كانت تحت سيطرة الحكومة الشرعية أو الميليشيات الانقلابية.
وقال معاليه : إنه عندما وقع وزاد وباء الكوليرا في العام الماضي في اليمن كانت المملكة من خلال المركز من أوائل الدول التي استجابت لهذا الوباء، ووجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، المركز بالإسراع في دعم وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف للسيطرة على هذا الوباء، حيث تمت السيطرة عليه ولله الحمد بفضل من الله وتوفيقه ثم بجهود كبيرة من منسوبي المركز ووزارة الصحة السعودية ووزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية واليونسيف وإيجاد آليات تخفف من عودة هذا الوباء وحماية الشعب اليمني.
وبين الدكتور الربيعة أن الطفل اليمني يحظى باهتمام كبير من المركز حيث يوجد أكثر 150 مشروعا موجهة لأطفال اليمن بمبالغ تقارب 500 مليون دولار في البرامج التي تهم الطفل اليمني وأحد البرامج النوعية الذي حظي باهتمام كبير جدا من الأمم المتحدة وبالأخص الأمين العام للأمم المتحدة يتمثل في برنامج إعادة تأهيل الأطفال المجندين، لافتا النظر إلى أن هناك فئتين فئة تأخذ الأطفال وهي الميلشيات الانقلابية حيث جندت أكثر من 20 ألف طفل ووضعتهم في الصفوف الأمامية وتعريضهم ليس فقط إلى الخطر على حياتهم وإنما خطر على المجتمع الإقليمي والعالمي بأن يكونوا قنابل موقوتة وربما تغذية للإرهاب المستقبلي.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية من خلال المركز تقدم برنامجا فيه إعادة تأهيل نفسي وتعليمي ومجتمعي وأسري لإعادة هؤلاء الأطفال إلى براءتهم، ولله الحمد البرنامج – إلى هذه الساعة – استطاع تأهيل أكثر من 2000 طفل، ونحن مصممون على إكمال مسيرة الأطفال المجندين ليكونوا لبنات واعدة لصالح اليمن وخدمة الشعب اليمني.
وقال: “هناك مشروع نوعي ثاني أطلق عليه “مسام” حيث يوجد أكثر من مليون و 100 ألف لغم قامت الميليشيات الانقلابية بزرعها في أراضي اليمن، وهذا الرقم كما صرّحت به الكثير من المنظمات الدولية هو أكبر زرع للألغام في تاريخ البشرية، أكثر مما زرع في الحرب العالمية الثانية، ويقوم المشروع “مسام” بنزع هذه الألغام حيث استطعنا حتى هذه الساعة أن ننزع أكثر من 71 ألف لغم أرضي.
من جانب آخر حرص المركز على تقديم أكثر من 78 مشروعا منذ إنشائه إلى فلسطين بأكثر من 352 مليون دولار في القطاعات الإنسانية التي تصدرها الأمم المتحدة في كل عام، كما لنا وجود كبير في سوريا من خلال أكثر من 191 مشروعا خلال السنوات الأربع الماضية بمبلغ يصل إلى 276 مليون دولار، كما يجد أبناء اللاجئين السوريين التعليم المجاني والرعاية الصحية في مستشفيات وزارة الصحة، وكذلك لنا وجود قوي في الصومال رغم التحديات الإنسانية الصعبة والاستهداف الذي يواجه العمل الإنساني بأكثر من 37 مشروعا بمبالغ تعدت 175 مليون دولار، كما لدينا في باكستان أكثر من 105 مشاريع في المناطق الأكثر احتياجا لتقديم المساعدات.