الرأي
المحتوى الجيد.. سر تميزك عن الآخرين!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قبل فترة شاهدت مقطع فيديو للأستاذ عارف حجاوي يتحدث عن الحشو في اللغة العربية سواء عملية الكتابة أو التحدث، وجعلني أفكر كثيراً كيف أن يكون لذلك تأثيراً على جودة الطرح والمقالات والتحقيقات الصحفية وحتى التغريدات التي يتم طرحها من قبل الإعلام الرياضي، بل أبعد من ذلك وهو تأثير الحشو على إعداد وتقديم البرامج الرياضية حيث نرى الكثير منها يعتمد على التكرار الدائم للمواضيع مع الضيوف فقط، و كثيراً بدون تغييرهم… ولكن السؤال الأهم ما الذي يجعل الإعلامي يمارس هذا الحشو؟
الرياضة هي صناعة عالمية تنمو على أساس سنوي وعادة فإن المشجعين يدعمون فرقهم بشدة ويبحثون باستمرار عن محتوى يرضي رغباتهم وهذا ما يحرك الإعلام الرياضي، و لكن هل تقديم محتوى مبتذل، مليء بالطقطقة والتعصب والصياح (شغل الآراجوزات) هو العامل الوحيد لجذب المشاهدات والمتابعة والشهرة، هل هو الأمر الوحيد لعمل ذلك؟ و هل من يقوم بذلك يكفيه أن يصنف نفسه إعلامياً ويضع ذلك في البايو ويجيز له أن يظهر بوجهين ما بين الإستضافات وحسابات السوشال ميديا بحجة أن هذا الحساب (شخصي)، أم أن ضعف قدرات الكثير منهم يجعلهم غير قادرين على صناعة المحتوى الخاص بهم؟
أحد أهم أجزاء المحتوى لعشاق الرياضة هو جعله غنياً بالمعلومات والأرقام لإبقاء المستمعين والمتابعين على اطلاع دائم بوجهة نظر صاحبها و بهاراته الخاصة، و لكن الرغبة في التواجد الدائم (عملاً بمبدأ الصيت و لا الغنى) بأي محتوى هي مايجعلهم بدون قيمة مضافة للجمهور، وربما ضعف المعلومة أو أسس البحث عنها وضعف الإبداعية هو ما يجعلهم يلجؤون لسياسة شاعر القبيلة المنافح عن النادي متقمصاً شخصية تأبط شراً ليضمن التواجد… مجرد التواجد الدائم و هذا يجعله غير قادر على التحدث بالحق والمنطق أو حتى تحليل مباريات الفرق المنافسة لفريقه بدون تحيز أو تعصب.
أحد أهم جوانب الطرح هي إدخال القيمة المضافة أو ما الذي يمكنك توفيره للقارئ أو المشاهد ولا يمكن لغيرك توفيره، سواء كنت تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تكتب مقالات في مدونت ، أو من خلال إستضافاتك في البرامج أو حتى إنتاجك لبودكاست خاص بك فهذا لن يساعد في إنشاء محتوى مؤثر فقط، بل سيوفر أيضًا للجمهور عملاً يقدرونه و يتشاركونه.