متخصص في شؤون الدفاع توقعها بالتفاصيل
بالأهداف والتكليفات..خريطة العمليات المحتملة للقوات الأمريكية داخل إيران
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
توقع باحث متخصص في شؤون الدفاع أن يكون للقوات الأمريكية الخاصة دورًا محوريًا في المواجهة العسكرية المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران، في حال واصلت الأخيرة استفزازاتها المتكررة لدول العالم.
وقال الباحث المصري جهاد فتحي ، في حوار مطول مع موقع « شبكة الدفاع» إنه من «الطبيعي في أوقات الأزمات السياسية المشابهة أن يتم رفع حالة قوات العمليات الخاصة نظراً لكونها ذات تأثير كبير وقدرة على تنفيذ عمليات قد تساهم في حسم الصراع إن لم تكن ستحسمه بشكل نهائي».
وأضاف أن استخدام القوات الخاصة يشكل خيارًا عسكريا مطروحًا بقوة كونه يقدم الرد بالمثل علي الاستفزازات الإيرانية خصوصاً بعد استهداف ناقلات البترول ومواقع التكرير .
وتابع:« مثل هذا التصعيد يستوجب ردًا مماثلًا في المستوي ولا يستدعي تنفيذ عملية عسكرية كبيرة أو معركة أسلحة مشتركة اذا ما أراد متخذ القرار الاحتفاظ بخيار المفاوضات» .
وأشار الباحث المصري إلى أن مؤشرات الاستعدادات لعملية عسكرية خاصة لا يمكن رصدها بسهولة، ففي الغالب يتم رفع حالة القوات كلها بشكل عام وقوات العمليات الخاصة من ضمنها، بحيث لا يمكن للعدو اكتشاف العملية قبل تنفيذها، لكنه أضاف :” نظراً لكون الأزمة تتعلق بشكل أو بآخر بتهديد إيران بتنفيذ قصف صاروخي باليستي سواء من منصات ثابته أو متحركة يتوقع أن تقوم قوات العمليات الخاصة بالبحث والتدمير للمواقع المحتملة لإطلاق مثل ذلك النوع من الصواريخ، سواء بالهجوم المباشر أو بالتنسيق المشترك مع عناصر من القوات الجوية أو البحرية في المناطق الساحلية”.
وردًا على سؤال حول كيفية مساهمة القوات الخاصة الأمريكية في تحديد الأهداف البرية في العمق الإيراني، قال فتحي :« أحد أهم واجبات قوات العمليات الخاصة خلف خطوط العدو هي تأكيد معلومات الاستخبارات بشكل نهائي وجمع ما يستجد من معلومات قبل تنفيذ المهمة، وذلك لتحديث آخر المستجدات طبقاً للأمر الواقع علي الأرض”
وأضاف: “بعد ذلك تأتي عمليات القصف الجوي أو المدفعى/الصاروخي من خلال توجيه الذخائر الذكية عن طريق الأجهزة الكهروبصرية المزودة بأشعة الليزر أو التدخل المباشر بمهاجمة مواقع معادية أو قطع طرق مواصلات وإمداد معادية، بما يتناسب مع قدرات مجموعة العمليات نظراً لخفة تسليحها لحرصها علي سهولة الحركة في عمق أراضي العدو”.
ورجح فتحي قيام القوات الخاصة الأمريكية بغارات خاطفة على أهداف إيرانية، وذلك بهدف النسف والتدمير لبعض المنشآت الاستراتيجية كمستودعات الصواريخ بعيدة المدى لإقصائها خارج حسابات المعركة.
ولفت فتحي إلى إمكانية القيام بعمليات دعم الحرب الالكترونية من خلال نشر معدات إعاقة وشوشرة خلف خطوط العدو في مواقع قد يصعب استهدافها نظراً لوجودها خارج المدي العملياتي المباشر للقوات ، وتابع قائلًا:” يمكن للقوات الخاصة أن تقوم أيضًا بعملية علنية بهدف استغلال نجاحها في حملة من العمليات النفسية ضد الخصم مثل الإغارة على أحد مقار القيادة أو أسر أحد الشخصيات البارزة»، متوقعًا أن يكون الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس أحد المستهدفين بمثل هذا التحرك، في حال تنفيذ هذه العمليات
كما توقع الباحث المتخصص في شؤون الدفاع وجودًا مكثفًا لقوات العمليات الخاصة البحرية سواء القوات الأشهر “السيل” أو وحدات من قوات العمليات الخاصة في “المارينز” كقوة استطلاع المارينز أو مجموعة القوات الخاصة بالمارينز “مارسوك” .
ورأى فتحي أن مسرح العمليات سيكون مفتوحًا لعناصر العمليات الخاصة من الجيش كقوة “دلتا” الأشهر أو أي من عناصر العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية .
وحول وسائل التعامل الأمريكي المحتمل مع الأهداف الإيرانية المستهدفة، قال فتحي :”يتوقع أن يشكل امتداد الشريط الساحلي الإيراني الجنوبي ، وفي قلبه مدينة بندر عباس الساحلية ،وكذلك الجزر الرئيسية ذات كجزيرة هنجام مسرحاً لتنفيذ إغارات بحرية وعمليات إيران”، مضيفًا:” قد يكون خيار التدخل عن طريق الجو جيدًا مع دراسة الظروف المناخية وذلك علي حسب وضع الدفاع الجوي القائم للهدف المدافع عنه”.
وأضاف:” هناك أيضا خيار التدخل الجو- بحري عن طريق إنزال العناصر من الطائرات بالمظلات في الجو ومعهم معدات بحرية صغيرة كالزوارق السريعة بما يضمن التجهيز من خلال العائمات السريعة بهدف التسلل لمهاجمة أهداف بحرية في الخليج العربي أو ساحلية”، منوهًا إلى أن ذلك قد يتم من اتجاه بحر قزوين بحيث يمثل مفاجأة تكتيكية خصوصاً مع قرب العاصمة طهران منه”.
أما على المستوى البري ، فيمكن للقوات الخاصة الأمريكية أن تهاجم إيران من خلال التسلل عبر حدود أفغانستان وذلك لوجود تجهيزات لوجيستية من القواعد الأمريكية هناك، أو عن طريق محور باكستان وهو ما يطرح سيناريوهين الأول: السماح بالعملية من قبل حكومة باكستان بشكل سري مع الحفاظ علي مساحة تسمح لها بالإنكار وذلك اذا استثمرت الولايات المتحدة الحادث الحدودي بين البلدين من ضمن الصفقة، أما الثاني فهو التنفيذ فعلياً من خلال باكستان دون تنسيق وهو يحتوي علي الكثير من المخاطرة ولكنه الأقرب للحدوث .
وقال فتحي: “كما يمكن للقوات الخاصة الأمريكية أن تتسلل من خلال جنوب إقليم القوقاز من أذربيجان وأرمنيا وهو ما يفتح المجال لقيام شركات الأمن الخاصة التي ينشط عملها داخل هذه المنطقة سواء في دعم العمليات مثل تنفيذ عملية توصيل أو انسحاب القوات أو تنفيذ عملية بالكامل مع الاحتفاظ بالقدرة الكاملة علي إنكار الصلة بها”.
أما المحور الغربي فتقع تركيا في أقصاه شمالاً ويُستبعد التنسيق معها ضد النظام الإيراني نظراً لتوافق البلدين، خاصة فيما يتصل بالملف الكردي.
ومن داخل العراق، أشار الباحث جهاد فتحي إلى ثلاثة فرص محتملة تتمثل في: التسلل السلس من إقليم كردستان في الشمال، والتسلل المحسوب من الوسط نظرًا للعلاقة القوية بين الحكومتين العراقية والإيرانية، فيما يبقى محور الأحواز في الجنوب الأكثر أهمية لوجود فرص تعاون من جانب السكان المحليين المطالبين باستعادة دولتهم التي التهمتها الدولة الإيرانية قبل قرابة قرن.