مراقبة النزلاء إلكترونياً.. بديل الحبس
استفاد نحو 133 نزيلاً من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية بشرطة أبوظبي من تطبيق المراقبة الإلكترونية كبديل عن الحبس الاحتياطي وبديل عن الحبس في قضايا الجنح ووسيلة لطلب الإفراج المبكر عبر استخدام تقنية السوار الإلكتروني خلال العام 2018.
وأكد مدير قطاع أمن المجتمع العميد أحمد سيف بن زيتون المهيري، اهتمام شرطة أبوظبي بتطبيق أفضل الوسائل العالمية التي تعزز من الارتقاء بخدماتها و تواكب التطور بتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات لتقديم أفضل الخدمات في سبيل الوصول إلى كسب ثقة ورضا المجتمع.
وأوضح أن استخدام التكنولوجيا في تنفيذ الأحكام القضائية، هو أسلوب جديد تستخدمه شرطة أبوظبي لمواكبة عصر التحديث والتطوير، من أجل إعادة دمج المحكومين في المجتمع، والحد من حالات العود للجريمة، من خلال المراقبة الشرطية الإلكترونية، عبر تركيب السوار الإلكتروني للمحكومين بالتنسيق مع دائرة القضاء والنيابة العامة بأبوظبي.
وأشاد بالتعاون والتنسيق مع دائرة القضاء، في تنفيذ الأحكام الصادرة عن الدائرة بخصوص المشمولين في المراقبة الإلكترونية، و عقد الاجتماعات الدورية بما يعزز العلاقات ويطور مجالات العمل، وتبادل الخبرات والمعلومات، ومتابعة المستجدات وتذليل العقبات.
في السياق، أعلن مدير إدارة المتابعة الشرطية والرعاية اللاحقة في قطاع أمن المجتمع العميد أحمد مسعود المزروعي، أن شرطة أبوظبي بدأت تنفيذ مرحلة جديدة من مراحل المراقبة الإلكترونية وتطبيق أحكام السوار الإلكتروني وفقاً لما ورد في المرسوم بالقانون الاتحادي رقم /17/ لسنة 2018 بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجزائية الصادر بالقانون الاتحادي رقم /35/ لسنة 1992م، والذي بمقتضاه يمكن تنفيذ الأحكام الصادرة عن دائرة القضاء وتطبيق المراقبة الإلكترونية من خلال السوار الإلكتروني على المشمولين بتلك الأحكام كبديل عن الحبس أو الإفراج المبكر، وفي حالات أخرى كبديل عن الحبس الاحتياطي.
وأشار إلى أن الإدارة طبقت المراقبة الإلكترونية على 28 حالة كبديل عن الحبس في الأحكام النهائية الصادرة عن دائرة القضاء، بينما استفاد منها 105 أشخاص كبديل عن الحبس الاحتياطي أو بديل عن السجن.
وأوضح أن آلية تنفيذ المراقبة الشرطية الإلكترونية تبدأ بعد صدور الأحكام من دائرة القضاء في أبوظبي، وإحالة المحكومين إلى إدارة المتابعة الشرطية والرعاية اللاحقة، حيث يتم استقبالهم وتسجيلهم وفتح ملفات لهم وتعريفهم بشروط وقواعد وضوابط السوار الإلكتروني ويتم تركيب السوار الإلكتروني وهو جهاز يوضع على كاحل الشخص المشمول لمراقبة تحركاته وإلزامه بشروط وقيود محددة تتم مراقبته في تنفيذها عن بعد عبر الأجهزة الإلكترونية.
وأشار إلى أن غرفة العمليات الخاصة بتطبيق المراقبة الشرطية الإلكترونية في إدارة المتابعة الشرطة والرعاية اللاحقة تعتبر خلية نحل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، ويديرها فريق متخصص من المنتسبين ذوي كفاءة عالية يتابعون كافة المشمولين بالمراقبة الإلكترونية لحظة بلحظة ويقدموا لهم كل الدعم والمساعدة.
وذكر إن تطبيق المراقبة الإلكترونية يعطي فرصة للمشمولين بها لتعديل سلوكهم وإعادة دمجهم في المجتمع، و الحفاظ على التماسك الأسري بإبقاء المحكوم في بيئته الاجتماعية أثناء تنفيذ الحكم، وكما يساعد المحكوم بالسوار الإلكتروني بالمحافظة على مستواه المادي والاقتصادي له ولعائلته من خلال الحفاظ على وظيفته وعدم انقطاعه عن العمل بخلاف تقييد حريته.
وقال إن تطبيق المراقبة الإلكترونية يساعد المحكوم عليهم من الدارسين بالجامعات باستكمال دراستهم بشكل طبيعي، ويسمح للعاطل عن العمل إجراء مقابلة وظيفية وتمكينه من الصلاة في أوقاتها في مسجد قريب من منزله، أو حضور جلسات المحكمة، أو الذهاب إلى المستشفيات والعيادات الصحية لتلقي العلاج، وله أثر إيجابي على الفرد والأسرة والمجتمع.
وأوضح إن تطبيق المراقبة الإلكترونية يشمل على فئة البدلاء عن الحبس الاحتياطي إلى حين صدور الحكم النهائي بحقهم، ويستطيع المشمول بالمراقبة الالكترونية كبديل عن الحبس الاحتياطي ممارسة حياته داخل النطاق الجغرافي لإمارة أبوظبي.
وتابع إن المراقبة الإلكترونية تتم من خلال إلزام المحكوم بالإقامة في منزله أو محل إقامته خلال ساعات محددة أو منعه من ارتياد أماكن معينة، بحيث يتم متابعة ذلك عن طريق المراقبة الإلكترونية، ويستخدم فيها السوار الإلكتروني وهو جهاز يوضع على جسم الشخص لمراقبة تحركاته وإلزامه بشروط وقيود محددة تتم مراقبته في تنفيذها عن بعد عبر الأجهزة الإلكترونية.
وأضاف أن تطبيق المراقبة الإلكترونية يراعي الجانب الإنساني ويعزز التماسك الأسري، مشيراً أن الملتزمين بقواعد المراقبة الشرطية الإلكترونية يتم منحهم مكافأة ساعتين حرة تحفيزاً لهم على السلوك الإيجابي وتشجيعاً لهم على مواصلة الالتزام.
من جانبه، قال رئيس قسم المتابعة الشرطية المقدم سيف الواحدي، إن فكرة عمل المراقبة الإلكترونية تتمثل بطريقتين الأولى “بث الراديو المتواصل” والثانية “المراقبة الإلكترونية عبر الستالايت” حيث يتم وضع السوار الإلكتروني على الكاحل خلال فترة تنفيذ العقوبة، ويبث السوار إشارات إلكترونية الى مركز العمليات، ويتمتع السوار بتحديد مكان المحكوم والتوقيت، وفي حالة إزالة الجهاز او التلاعب يتم رصده مباشرة من غرفة العمليات.
وذكر أن من أهم فوائد المراقبة الإلكترونية أنها تساعد على دمج المشمول بها مع محيطه الطبيعي وتقلل من فرصة الرجوع للجريمة، وتساعد في تخفيف ازدحام المؤسسات العقابية والإصلاحية وتقليل نفقاتها ، و تساعد في المحافظة على الترابط الأسري، ويتم تعريف الشخص على كيفية التعامل مع الجهاز وكيفية التواصل مع الإدارة، وتوعية المحكوم بالتبعات المترتبة على عدم الالتزام بالأماكن والوقت والمدة، وإشراك الأسرة في كيفية التعامل مع الشخص والجهاز.
وكانت شرطة أبوظبي أطلقت تقنية المراقبة الإلكترونية في أكتوبر 2017م، وتم تطبيقها في يناير 2018 كبديل عن الحبس في الأحكام النهائية الصادرة عن دائرة القضاء في أبوظبي.