شر خلف .. لشر سلف
إيران تملأ فراغ المردة المصفدين !
في رمضان الذي فيه تميل النفوس إلى الخير وكف الأذى .. تزيد خيرات الأخيار .. لكن على الطرف الآخر تتكشف أحوال فئة من البشر يراها الناس لا تتفاعل مع روحانية الشهر الكريم .. ذلك لأنهم يستحقون ما أصابهم ويصيبهم على أيدي من يتصدى بحزم لردع عدوانهم بالحق ! .. ففي رمضان المبارك يكون الشاهد أقوى حين لا ينقطع شر الأشرار .. لذا كان امتحان رمضان من أشد الامتحانات الفاضحة لأحوال هؤلاء أمام الناس !.
كيف بالذي يحرم الفقراء معونات المحسنين أمثال أصابع الخزي الإيرانية في اليمن ، وفوق هذا يكون سبباً في التنكيل بهم والتضييق عليهم وتدمير أمنهم وأمانهم حتى في رمضان ، والإمعان في أعمال الشر لإشغال المحسنين والإضرار بهم لمنع منابع الإحسان أن يصل منها الخير إلى المحتاجين إليها في كل مكان ، وأقربها ما يصل إلى فقراء اليمن .
إن من أقوى أسباب فشل وهزيمة هؤلاء أن يكونوا في أعظم مواسم الخير .. لا يستطيعون كف الأذى فضلاً عن أن يكون فيهم خير يمكن أن تمتد به أيديهم للمحتاجين .. فكيف بهم في غير الموسم الروحاني العظيم ؟!.
دعاوى الإعلام الذي تنفق عليه الأموال الملوثة للتضليل – في مثل هذه الوقائع الرمضانية – تحترق على أرض الواقع في لحظة حمق لا يستطيع الأشرار كبحها .. لأن كل إناء بما فيه ينضح ، ولا يسعهم وقد سقطوا بقضاياهم العدوانية الخاسرة إلا أن يتجرعوا مزيداً من الخيبات بسقوطهم بمثل هذه الأعمال الحمقاء التي تنتهك حرمة الشهر الفضيل .. الذي تتوحد فيه جهود الإحسان من كل المستويات الفردية والرسمية لتعميم الخير على الجميع.
إن كان تصفيد الشياطين لا يشمل في رمضان شياطين الإنس .. فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ! ، وهذا شأن كل معتدٍ عميت بصيرته ، وإلا لاستفادوا من دروس التاريخ ، وما في نهايات الأشرار الحمقى من عبرة ! .. فلو كان لهؤلاء الأشرار الذين لا مستقبلات في نفوسهم لروحانية رمضان يملكون من الوعي شيئاً .. لعلموا أن سر احتراقهم إنما في صميم صنيعهم الغادر ، ولعلها حكمة إلهية أن يصيبهم دعاء المتهجدين في رمضان في بيوت الله وفي الحرمين الشريفين تحديداً .. حين يرددون في أدعية خواتيم صلواتهم ” اللهم من أراد هذا البلد بسوء فاجعل تدميره في تدبيره ” ! .. فلا يزيدهم هذا الشر متى وأينما كان إلا مزيداً من الخسارة والصغار !.
ولعل مردة الجن أن تعجب من حال هؤلاء الذين لفرط خزينهم من الشر الذين سيتجرعون أثمانه الباهظة لا محالة .. أن اختاروا لأنفسهم بأن يكونوا هم من يملأ – في رمضان – فراغ المردة المصفدين ! .. شر خلف لشر سلف !.
(عبدالله منير العتيبي)