انتبهوا لأطفالكم
في مقال للدكتور عبد الله بخاري، تطرق فيه للحياة في جدة القديمة، وذكر أن طفلاً صغيراً شاهد والدته وهي تخفي شيئاً في الرف العلوي من المجلس، وبعد فترة كان وحده في المجلس فحثه فضوله أو بمعنى أصح (لقافته) على معرفة ذلك الشيء فسحب بعض المساند ووضعها فوق بعض، وصعد عليها وإذا به يجد جنيهاً ذهبياً وفرح به، وانطلق إلى الدكان الوحيد في الحارة، وأعطى البائع الجنيه مقابل أن يشتري بثمنه حلاوة، فأعطاه البائع بعض الحلاوة، ورجع إلى البيت والدنيا لا تسعه من فرط السعادة.
وأكل منها ما قدر عليه، ثم غلبه النعاس ونام، وكيس الحلوى مطروح بجانبه، وعندما شاهدته والدته استغربت من وجود هذا الكيس، وبالصدفة مدت يدها على الرف ولم تجد الجنيه – وهو في ذلك الزمن يساوي شيئا كثيرا – فعرفت أن طفلها هو الذي أخذه.
وعندما استيقظ اعترف لها بعملته، فأرسلته مع أخيه الكبير للدكان لدفع ثمن الحلوى الذي لا يتعدى عدة قروش، واسترداد الجنيه، وأعطاهم البائع الجنيه ورفض أن يأخذ ثمن الحلوى واعتبرها هدية منه للطفل.
وحادثة أخرى متشابهة ولكنها في العصر الحالي، وذلك عندما أهدرت براءة طفل مبلغ (31) ألف ريال، هي تحويشة والده التي يخبئها في المنزل… والذي حصل أن الطفل حمل المبلغ في حقيبته المدرسية، وفي أثناء الفسحة قام بتوزيعها عشوائياً على زملائه التلاميذ، وفوجئ والد الطفل باتصال من أحد المعلمين ليخبره عنها، فهرع إلى المدرسة وقام مع المعلمين بجمع ما تبقى من المبلغ من الطلاب. وتمكنوا من استرداد (7) آلاف ريال فقط، وما زال معلمو المدرسة يحثون التلاميذ على رد باقي المبلغ الذي أخذوه من الطفل.
وأطفالنا بكرمهم وب«عزقتهم» للنقود و«صغارة» عقولهم، هم أهون من بعض أطفال الأميركان الذين لا يسطون إلاّ على الأشياء الخطيرة، والدلالة على ذلك أن شرطة ولاية فلوريدا تحقق في حادثة إحضار طفل في الخامسة من عمره مسدساً للمدرسة.
وقالت المعلمة إنها رأت المسدس حين سقط من جيب الطفل، عندما كان يشارك في درس الموسيقى في صف الحضانة، فأخذته منه وتحدثت مع إدارة المدرسة التي اتصلت بالشرطة.
وذكروا أن المسدس كان محشواً بالرصاص، وأقل ضغطة على الزناد، فسوف ينطلق، وعرفوا من الطفل أنه عثر على المسدس في سيارة زوج والدته، ولكن المحققين لم يتأكدوا من ذلك بعد.
وقد طردت المدرسة الطفل مؤقتاً لحين انتهاء التحقيق في الحادث.
الخلاصة: انتبهوا لأطفالكم، فبراءتهم من الممكن أحياناً أن توقعكم في حرج ولا أقول في داهية.
مشعل السديري
نقلاً عن (الشرق الأوسط)