الفنان الإيطالي يسير على خطى والده الممثل العالمي أنطوني كوين
لورنزو كوين يكشف النقاب عن منحوتته “بناء الجسور”.. رسالة سلام عالمية
في أمسية فنية رائعة بمدينة البندقية، وبرفقة المغني المرموق أندريا بوتشيلي، وعازفة البيانو لولا أستانوفا، دشن الفنان الفنان الإيطالي المعاصر والمشهور، لورنزو كوين، مساء الخميس (٩ مايو 2019م)، منحوتته الفنية الرائعة “بناء الجسور”، بحضور حشد كبير من كافة أنحاء العالم.
وتُعتبر منحوتة لورنزو، “بناء الجسور”، ذروة أعماله الفنية حتى الآن، وتم تركيبها في حوض أرسينالي الكائن في حيّ كاستيلو بمدينة البندقية. وتتألف التحفة الفنية من 6 أزواج من الأيادي بعلو 15 متراً وعرض 20 متراً، لتخاطب الوجدان البشري الواحد، وتشدد على جسر الخلافات في كافة ميادين الحياة، سواء أكانت جغرافية، وفلسفية، وثقافية أو عاطفية.
وفي هذه المناسبة، علق الفنان لورنزو قائلاً: “أسعى من خلال “بناء الجسور” إلى إيصال رسالة لكافة شعوب العالم تدعو إلى السلام والعمل سوية من أجل مستقبل مشرق للبشرية والعالم الذي نحيا فيه. نواجه اليوم تحديات جمة لن نستطيع التغلب عليها إذا لم نتمكن من تجسيد القيم الإنسانية العالمية في كل تصرفاتنا وقراراتنا”.
هذا وتربط الفنان لورنزو كوين علاقة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بالأخص، فوالده الممثل العالمي أنطوني كوين الحاصل على جائزة الأوسكار، كان أحد الممثلين الرئيسين في فيلم “الرسالة”، كما أدى دور عمر المختار في فيلم “أسد الصحراء”.
وفي هذا الصدد، يقول لورنزو: “أنتجت منطقة الشرق الأوسط كم هائل من الفنون التي أثرت العالم في مجالات عدة، وفي الوقت نفسه الذي أدشن فيه “بناء الجسور” أسعدني جدا مشاهدة العمل الفني الرائع للفنانة السعودية الدكتورة زهراء الغامدي والذي حمل عنوان “بعد توهم” وعمل الفنانة الإماراتية نجوم الغانم “عبور”، واللذان يبعدان بعضة أمتار عن منحوتة “بناء الجسور”، الأمر الذي يؤكد لنا إمكانية أن نعبر عن أفكارنا ووجهات نظرنا في نفس المكان والزمان بشكل يثري البشرية لا يدمرها”.
وجدير بالذكر أن لورنزو، وهو ابن الممثل العالمي أنطوني كوين الحاصل على جائزة الأوسكار، ليس غريباً عن مدينة البندقية. فقد كانت منحوته الشهيرة “دعم”، التي تحمل شكل آياد عملاقة تشمخ فوق القنال الكبير، أكثر تحفة فنية يُصورها الناس خلال عام 2017. وجذبت هذه المنحوتة الانتباه العالمي إلى هشاشة الوجود البشري، حيث أن أيادي البشر يُمكنها أن تكون في وقت واحد مصدر دمار العالم أو إنقاذه من الكارثة الناتجة عن التغيّر المناخي.
ويعرض لورنزو كوين، الذي يستوحي أعماله من فنانين عظماء على غرار ميكيلانجلو، وبرنيني، ورودين، إبداعاته خلال الفترة 29 أبريل-30 يونيو في غاليري هالسيون بمدينة لندن. وقد تبنى الغاليري المذكور أعمال لورنزو خلال العقدين الفائتين، وهو يشتمل على ثلاثة فروع مختلفة تتخصص في الفن الحديث والمعاصر، ويعمل عن كثب مع الفنانين العالميين المرموقين أو الصاعدين، لتنظيم معارض على مستوى عالمي، تتوجه لجمهور عريض.
ويذكر أن السعودية تشارك في فعاليات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان البندقية للفنون، التي تمتد حتى 24 نوفمبر 2019م، وذلك بإشراف وزارة الثقافة وتنفيذ معهد مسك للفنون , بحضور وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة نورة بنت محمد الكعبي ، وعدد من المسؤولين وجمع من الفنانين المشاركين في المهرجان.
ويتكون العمل الفني السعودي، الذي تقدمه الفنانة زهرة الغامدي، من 50 ألف قطعة، ويحمل في عنوانه “بعد توهم..” الاحتمالات اللانهائية للوصول إلى الهدف ومعرفة الذات، بعد مراحل الشك وعدم اليقين، في محاولة لاستعادة الثقة والتفاؤل، كما تأتي مشاركة المملكة في هذه القضية، استجابة للموضوع الرئيسي الذي طلبت فيه إدارة مهرجان البندقية، التعبير عن دور الفن في فترات الأزمات والتقلبات السياسية.
ويعد مهرجان بينالي البندقية للفنون أحد أبرز التجمعات على مستوى العالم، إذ يهتم بالفنون كـ”الرسم، والنقش، والتصميم، والنحت، والموسيقى”، ويستضيف سنوياً شخصيات عالمية، لها باع طويل في تلك المجالات وما يشابهها.