إفتاء مصر: اعتذار القرني خطوة هامة وجريئة
رحبت الإفتاء المصرية، باعتذار الداعية السعودي عائض القرني عن الأفكار المتشددة التي كان يدعو إليها، معتبرة أنها خطوة هامة وجريئة في طريق التخلص من التطرف والتشدد.
وذكرت في بيان لمرصد الفتاوى التكفيرية التابع لها، الأربعاء (الثامن من مايو 2019م)، أن توبة القرني واعتذاره المباشر دليل على نجاح المساعي الفكرية الإقليمية والدولية في محاصرة الأفكار المتطرفة، مضيفة أنها من نتائج المواجهة الفكرية التي تقوم بها بعض الدول، وعلى رأسها السعودية والإمارات ومصر في مواجهة التطرف والإرهاب.
كما أوضحت الدار أن شهادة القرني واعتذاره، أثبتت عددًا من المرتكزات الأساسية الداعمة للتطرف في المنطقة العربية، أبرزها الدعم الخارجي والتمويل المالي للمتطرفين، الذي تقوم به دول في المنطقة وعلى رأسها قطر، حيث أكد القرني أن قطر تعمل على دعم أجندات الإخوان وطالبان وتركيا من خلال إعلامها لتحسين صورهم المشوهة.
وأضافت أن ما قدمه القرني من اعتذار وتراجع عن أفكار متشددة، يُعد شهادة للتاريخ عن الأطراف الداعمة لهذا الخطاب، فقد فضح مساعي قطر في تدعيم هذا النمط المشوه من الأفكار الدينية المغلوطة عن الإسلام، كاشفا أنها تسعى إلى استقطاب الدعاة المتشددين واستضافتهم ودفع رواتب لهم والترويج لأفكارهم وخطاباتهم، مع توظيفهم للترويج لأفكارها ومنهجها.
وأشارت إلى أن كلمة القرني أوضحت دور تنظيم جماعة الإخوان في نشر الأفكار المتطرفة، حيث أفاد الداعية أن منهج تنظيم الإخوان يتحمل مسؤولية الدماء في المجتمعات العربية، وأن هذا المنهج هو منبع التشدد الذي تنهل منه الجماعات والتنظيمات الإرهابية أفكارها وخطاباتها.
ودعت إلى ضرورة تبني سياسة منفتحة في استيعاب نماذج المراجعات الفكرية لمن كان يتبنى أفكارًا متشددة، حيث تعتبر هذه النماذج فاضحة لسلوك هذا النمط من التفكير، مشيرة إلى ضرورة تسليط الضوء عليها وتوضيح الخط الفكري لها وتطوره من التشدد إلى العودة لروح الدين، التي تقدس المعاني الإنسانية وتحقق مراد الله في خلقه.
ورحّبت الإفتاء المصرية، بكل مبادرة أو مسعى شخصي أو جماعي لإحداث مراجعات حقيقية، والتراجع عن التطرف والتشدد والعنف، مؤكدة أن الدين الإسلامي دين سماحة وعفو ما لم يتورط أحدهم بإراقة دماء مباشرة.