الولايات المتحدة تحذر من تهديدات الصين لاستقرار القطب الشمالي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قدم وزير الخارجية مايك بومبيو رؤية الولايات المتحدة لمستقبل المنطقة القطبية الشمالية في كلمة له في الاجتماع الوزاري لمجلس القطب الشمالي الذي انعقد في روفانيمي، بفنلندا يوم الإثنين (6 مايو 2019)..
وشدد بومبيو على التعاون الوثيق القائم بين الولايات المتحدة وشركائها بشأن التحديات الناشئة في المنطقة، بما في ذلك طموحات الدول غير القطبية.
وقال بومبيو إن المنطقة قد غدت ساحة للقوة وللمنافسة. وإنه يتعين على دول منطقة القطب الشمالي الثماني أن تتكيف مع هذا المستقبل الجديد”.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس القطب الشمالي يضم في عضويته ثماني دول هي: الولايات المتحدة وكندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج وروسيا والسويد.
وقال بومبيو إن جميع الدول- بما فيها الدول غير القطبية الشمالية- لها الحق في المشاركة في التجارة السلمية في المنطقة، غير أنه أضاف أن “الولايات المتحدة تؤمن بالأسواق الحرة. فنحن نعلم من التجربة أن المنافسة الحرة والنزيهة، والمفتوحة، التي تتقيد بسيادة القانون، تترتب عليها أفضل النتائج. ولكنه يتعين على جميع الأطراف في السوق أن تتصرف وفقا لهذه القواعد ذاتها. فأولئك الذين ينتهكون هذه القواعد يجب أن يفقدوا حقوقهم في المشاركة في هذا السوق. إذ إن الاحترام والشفافية هما ثمن قبول المشاركة.”
التهديدات التي يتعرض لها استقرار القطب الشمالي: الصين وروسيا
تشغل الصين مركز “مراقب” في مجلس القطب الشمالي، لكنها ليست دولة في القطب الشمالي. ومع ذلك، فإنها تقوم بتشييد مشروعات مهمة للبنية الأساسية في المنطقة الممتدة من كندا إلى سيبيريا وتخطط لتعزيز وجودها العسكري في القطب الشمالي.
وحذر بومبيو من أن “نمط السلوك العدواني للصين في أماكن أخرى” ينبغي أن تسترشد به دول مجلس المنطقة القطبية الشمالية في تكوين وجهة نظرها حول ما يمكن أن تفعله الصين في المنطقة القطبية الشمالية، بما في ذلك تاريخها في إيقاع الدول في شرك الديون والفساد، وتشييد مشروعات البنية التحتية دون المستوى، وعسكرة البحار، والتدهور البيئي.
وتساءل قائلا، “هل نريد أن تتعرض بيئة القطب الشمالي الهشة للدمار البيئي نفسه الناجم عن أسطول الصيد الصيني في البحار قبالة سواحلها، أو النشاط الصناعي غير المنظم في بلدها؟”
وأعرب بومبيو عن القلق إزاء ادعاء روسيا ملكيتها للمياه الدولية لخطوط الشحن في البحر الشمالي، ومطالبتها الدول الأخرى بشكل غير قانوني بالحصول على تصاريح بالمرور وإلا تعرضت لهجوم عسكري.
وقال “إن هذه الأعمال الاستفزازية هي جزء من نمط السلوك الروسي العدواني هنا في القطب الشمالي”، وذلك في إشارة إلى التوسع العسكري السريع والواسع لروسيا في المنطقة.
الولايات المتحدة تدعم البحث والنمو الاقتصادي الشفاف والمستدام
قال بومبيو، “إن القيادة الأميركية في موقف يتناقض بشكل صارخ مع النموذجين الصيني والروسي.” وأشار إلى أنه عندما ترأست الولايات المتحدة مجلس القطب الشمالي، فإنها ركّزت على تحسين سبل الوقاية من الانتحار بين شباب السكان الأصليين وتمويل مشاريع الصرف الصحي الجديدة في القرى الريفية.
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة إجراءاتها المسؤولة بيئيًا في القطب الشمالي، كما فعلت عندما أبرمت اتفاقية مصايد أسماك القطب الشمالي المركزية – وهي “إحدى المرات الأولى في التاريخ التي اتحدت وتكاتفت فيها منطقة من العالم من أجل حل استباقي لمواجهة تهديد الموارد البيئية.” كما أشار إلى قيام الولايات المتحدة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والكربون الأسود.
وقال بومبيو، “إن الولايات المتحدة تحقق خفض الانبعاثات لدينا على الطريقة الأميركية”، من خلال العمل العلمي، ومن خلال التكنولوجيا، ومن خلال بناء بنية تحتية للطاقة آمنة ومأمونة، ومن خلال نمونا الاقتصادي، والقيام بذلك بطريقة لا تعيق التطوير والتنمية باللوائح التنظيمية المرهقة التي تخلق فقط المزيد من المخاطر على البيئة.”