شبكة عمل الإرث التاريخي “أرك-هير-نت” و”ساعة الصفر”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بالنظر إلى التدمير الواسع للممتلكات الثقافية الذي سببه الإرهاب والحرب والاتجار غير المشروع في الآثار، وخاصة في سوريا والعراق ومناطق الأزمات والحروب الأخرى، فإن مهمة حماية التراث الثقافي للإنسانية والالتزام بها والحفاظ على هذا التراث تكتسب بأهمية أكبر وضرورة أكثر إلحاحاً.
العمل الثقافي هو جزء أساسي من النهج السياسي الشامل لهذه البلدان والمناطق.
في استجابة للتحديات التي تفرضها الأزمة للحفاظ على الإرث الثقافي تم في أبريل/ نيسان 2016م تأسيس شبكة عمل الإرث التاريخي “أرك-هير-نت” بمبادرة من معهد الآثار الألماني (DAI). تضم الشبكة الخبرات المتخصصة في مجال الحفاظ على الإرث الثقافي والحفاظ عليه في ألمانيا. تنجح “أرك-هير-نت” في الجمع بين الكفاءات البارزة في الجامعات والمؤسسات البحثية بهدف نشر هذه المعرفة حول أعمال المشروع، ضمن أعمال أخرى، في مجال رقمنة الأرشيف من خلال الشبكات العلمية ووضع صيغ جديدة من الاتصالات العامة في خدمة الحفاظ على الإرث الثقافي.
تُعتبر شبكة عمل الإرث التاريخي “أرك-هير-نت” جزءاً من برنامج “ساعة الصفر – مستقبل لحقبة ما بعد الأزمة”. تساهم وزارة الخارجية الألمانية من خلال مجموعة شاملة من الإجراءات في مكافحة الأزمة في سوريا والدول المجاورة، وتساهم كذلك في تقديم المساعدة الإنسانية من خلال التدريب وتدابير الحفاظ على التراث الثقافي. يضع المشروع، عبر مشاريع رقمنة وتدابير لبناء قدرات العاملين في هذا المجال، شروط الحفاظ على الإرث الثقافي في ظروف ما بعد النزاع. وتشمل التدابير الجديرة بالإعجاب مشروع أرشيف التراث السوري (SHAP) الذي يقوم عليه معهد الآثار الألماني بالتعاون مع متحف برلين للفن الإسلامي. وهي المرة الأولى التي يتم فيها إعداد أرشيف رقمي للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية في سوريا، وتطوير نظام معلومات جديد يعتمد على برنامج نظم المعلومات الجغرافي لمدينة تدمر التاريخية، وكذا إنشاء منتدى الخبراء الألمان والعراقيين، وإعداد برنامج تدريبي لعلماء الآثار العراقيين والمهندسين المعماريين والحرفيين من خلال وحدات تدريسية قائمة على تعلم النظرية والتطبيق في العراق وبرلين.
خصصت وزارة الخارجية الألمانية نحو 8.1 مليون يورو لبرنامج “ساعة الصفر”. مصدر هذا الدعم هو الموارد الخاصة لدعم التدابير الدولية لمنع الأزمات وحفظ السلام وإدارة النزاعات والمحافظة عليها بين عامي 2016م و 2018م.
أصبحت “أرك-هير-نت” في وقت قصير منتدى مرئياً دولياً للسياسة الثقافية والتعليمية الخارجية، وذلك بالتعاون مع الشركاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منظمة اليونسكو.