قوى الحرية والتغيير تهدد بعصيان مدني
أزمة السودان تتصاعد بين العسكر والمدنيين
هدد قادة الاحتجاج في السودان، الأربعاء (الثامن من مايو 2019م)، بتنظيم «عصيان مدني» في أرجاء البلاد ردا على ما وصفوه بـ«تعطيل» نقل الجيش السلطة لحكومة مدنية، قائلا إن حديث المجلس العسكري عن انتخابات مبكرة محاولة لشرعنة النظام القديم.
وردا على سؤال صحفي بشأن الخطوات التي يمكن للمتظاهرين القيام بها بعد عدم الاتفاق مع الجيش على كيفية نقل السلطة، هدد عضو قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف بإجراءات تصعيدية.
وقال: «خطوات التصعيد محددة بالنسبة لنا … الاستمرار في الاعتصام ونحن حاليا نستعد (لحملة) عصيان مدني في أرجاء البلاد».
ويأتي تعليق تحالف قوى الحرية والتغيير، الأربعاء، بعد يوم مما قاله المجلس العسكري الانتقالي بشأن “امتلاكه” الخيار للدعوة لانتخابات مبكرة خلال ستة أشهر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع المعارضة بشأن الهيكل العام لنظام الحكم الانتقالي.
وأوضح التحالف، في مؤتمر صحفي لأعضاء به، أن “التفاوض الذي نقبله هو الذي يؤدي لنقل السلطة في السودان لمدنيين يعبرون عن قوى الثورة “، متهما المجلس العسكري بالمماطلة واستخدام “الأساليب القديمة للالتفاف على مطالب الجماهير”.
وأشار تحالف قوى الحرية والتغيير إلى تقديمه للمجلس العسكري “تصورا واضحا” بشأن المرحلة الانتقالية ونقل السلطة.
وسلم قادة التظاهرات، الأسبوع الماضي المجلس العسكري اقتراحاتهم بشأن شكل المؤسسات التي يطالبون بتشكيلها خلال الفترة الانتقالية، بينما أعلن المجلس، الثلاثاء، أن الشريعة الإسلامية يجب أن تبقى مصدر التشريع.
وعلقت قوى الحرية والتغيير على هذه النقطة بقولها: “حديث المجلس العسكري عن الشريعة الإسلامية مزايدة هدفها الكسب السياسي”.
وكان المجلس العسكري، المكون من عشرة أعضاء، قبل بشكل عام المقترحات التي قدمها قادة الاحتجاج، لكنه أفاد بأنه لديه “تحفظات عديدة”.
ويختلف الطرفان حول تشكيل مجلس يدير البلاد، فبينما يريد قادة الاحتجاج أن يشكل المدنيون غالبية المجلس، يصر الجيش أن يشكل العسكريون غالبيته.
وأكد أعضاء بقوى الحرية والتغيير، في المؤتمر الصحفي، أن التحالف يهدف لتحقيق مطالب الشعب، و”لن يدخل في مناورات سياسية”.
وفي بيان، أصدروه في وقت سابق من الأربعاء، اتهم قادة الاحتجاج المجلس العسكري الحاكم بتعطيل السير في اتجاه نقل السلطة إلى المدنيين، وذلك وسط خلافات مستمرة بين الطرفين على تشكيل مجلس يدير شؤون البلاد.
وقال التحالف في بيان، إن “السمات العامة لرد المجلس العسكري على وثيقة قوى إعلان الحرية والتغيير تقودنا لاتجاه إطالة أمد التفاوض لا السير في اتجاه الانتقال”.
كما اتهم التحالف بعض القوى في المجلس بـ”اختطاف الثورة وتعطيلها”. واتهم الجيش بـ”بإثارة قضايا غير ذات صلة مثل اللغة ومصادر التشريع في تكرار ممل لمزايدات النظام القديم”.
وأكد التحالف في بيانه “إننا ندعو المجلس العسكري للوصول لصيغة متفق عليها لنقل السلطة لقوى الثورة، وألا نضع بلادنا في مهب الريح عبر تأخير إنجاز مهام الثورة”.
ويعتصم آلاف السودانيين على مدار الساعة أمام مقر وزارة الدفاع، مطالبين المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، في وقت سابق من شهر أبريل الماضي، بتسليم السلطة للمدنيين.