بيتك على كيفك
في حياتي، ما شاء الله تبارك الله، بنيت بيتين، واحدا لأبي وآخر لأمي، والثالث اشتريته لي. وفي كل هذه التجارب كانت تقنية البناء بالنسبة لي مثل طلاسم الآثار في حضارة بابل. بعد كل تجربة كنت أقول ليتني فعلت كذا بدل كذا أو استخدمت هذه المادة بدل تلك، أو استشرت قبل أن تقع الفأس في الرأس. كنت فقط أبني كما يبني الناس (على عماها) دون فحص أو تدبر. الآن تغير الحال وأصبح بمقدور من يبني بيته أن يستفيد من جملة البرامج والمبادرات التطويرية والتحفيزية التي يتم إطلاقها ويتطور من خلالها مفهومنا عن البيت العملي والمريح وغير المكلف أيضاً.
من جملة هذه المبادرات التي توقفت عندها مبادرة أو برنامج تحفيز تقنية البناء التي يجري التعريف بها هذه الأيام، والتي ستضيف إلى علمنا علوماً أخرى في كيف نبني بيوتنا على مستوى رفيع في حدود إمكانياتنا. وما لفت نظري في هذه المبادرة أن من أهدافها، عدا خفض تكلفة إنشاء الوحدات السكنية، الاستفادة من المحتوى المحلي في المملكة في عملية البناء، وتحفيز المستثمرين المحليين والدوليين على توطين تقنيات البناء المبتكرة وتطوير وتوسيع عملياتهم التشغيلية. هذا يعني أن مبادرة تحفيز تقنية البناء لا تقتصر على فائدة المواطن الذي يبني بيته، بل تتعداه لتضخ في جسم التنمية الوطنية قيماً اقتصادية جديدة تُنشط سوق البناء الخاص وتتيح فرصاً وظيفية أمام الشباب الذين يبحثون عن وظائف في هذه السوق.
على أرض الواقع كان تطبيق هذه المبادرة ماثلا في مشروع العيينة الذي يضم 192 قطعة أرض، ويوفر مطورين عقاريين ومصنعين للتقنيات الحديثة في الموقع، بحيث تقف كمواطن على كل جديد في هذه التقنيات وتختار من نماذجها ما يحقق شعار المشروع وهو (بيتنا بكيفنا)، أي أنك لم تعد أنت أنا حين بنيت تلك البيوت كيفما اتفق. وما يهمني، بالدرجة الأولى، أن يتجاوب المواطن مع هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي لم نعد نحصيها في كل المجالات منذ أن انطلقت رؤيتنا الوطنية 2030. نحن الآن بإزاء دولة حديثة بحق تلاحق كل جديد وتضيف كل يوم ما يضمن جودة الحياة التي بشرت بها الرؤية.
محمد العصيمي
نقلاً عن (اليوم)