خالد السديري
قبل أيام كان الاحتفال بجائزة الأمير خالد السديري للتفوق العلمي، وهي مناسبة سنوية جميلة للتذكير بمن هو خالد السديري..
خالد السديري يعد من الشخصيات الوطنية التي ساهمت في حروب التوحيد واستمر في خدمة ملكه ووطنه حتى زمن الحرب الباردة في السبعينات الميلادية.. فقد عينه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أميراً لمنطقة تبوك حيث قام بضم تيماء إلى تبوك لتكون آخر المناطق التي انضمت للمملكة، وكان ذلك بقيادته في خطوة تشوبها الصعاب والمخاطر، ولكن تنفيذه لها يدل على مدى ثقة الملك عبدالعزيز به، وأيضاً قام بتكليفه لاحقاً بإدارة أجزاء مهمة في المنطقة الشرقية عند بداية نمو الاستثمارات البترولية بشكل متصاعد.
بعد ذلك كلّف بإدارة منطقة جازان بسبب بعض التوترات الأمنية في أحد الجبال وأنجز المهمة في مدة وجيزة.. إلى أن جاءت مرحلة صراعات الحرب الباردة في الستينات والسبعينات الميلادية للقرن الماضي، وامتدت مع تطور الأحداث التاريخية في اليمن خصوصاً مع وصول نظام عسكري ناصري في اليمن الشمالي وظهور جمهورية معادية في اليمن الجنوبي تتبنى النظام الشيوعي بشكل موالٍ تماماً للاتحاد السوفييتي، خلال تلك السنوات عينه الملك فيصل -رحمه الله- أميراً لمنطقة نجران لمواجهة تلك التحديات، وكانت الطائرات المعادية من اليمن الشمالي تجتاح الأجواء وتضرب الأراضي، ونتج عن ذلك الدخول في مواجهات عسكرية، وانتهت بانتصار واستقرار المملكة وفشل الأنظمة المعادية، ومات -رحمه الله- في وسط تلك الأحداث بعد أن شهدت استقراراً سياسياً.
سيبقى دائماً كقدوة ونموذج في الوطنية وإرادة الإنسان في تحقيق الصعاب، وهو صاحب القصيدة الشهيرة التي كتبها في خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في صغره والتي يبدأ مطلعها:
ما غير انا وانت يا سلمان
نصبح ونمسي على الدامه
توه صغير وعلمه بان
لو يثقل الحمل ما ضامه
إلى أن يختم الشاعر القصيدة:
يشبع على جرته سرحان
من وادي أبها إلى الشامه
رحمه الله رحمة واسعة.. وسيبقى دائماً في الذاكرة.
مازن السديري
نقلاً عن (الرياض)