الفشل الآسيوي.. الإصلاح من الداخل أولاً
ليس سراً أن الكرة السعودية فقدت الكثير من تأثيرها داخل منظمة كرة القدم الآسيوية منذ رحيل عبدالله الدبل، ومعلوم أن محاولات صناعة شخصيات بالقيمة ذاتها لم يكتب لها النجاح طيلة عقد ونيف، لكن المملكة لم تفقد التأثير وحسب بل حتى رمزية الحضور والتواجد في المناصب الآسيوية أصبح صعباً، وهذا ما أفرزته الانتخابات الآسيوية الأخيرة.
لا يوجد ما يبرر الغضب الذي اجتاح الشارع الرياضي بعد ظهور النتائج، فالأمور كانت واضحة حتى قبل يوم التصويت على المناصب الآسيوية المهمة، أو على مستوى تمثيل القارة في «الفيفا»، إذ بدأت الانسحابات السعودية باكراً ابتداءً بعادل عزت، ثم قصي الفواز ولؤي السبيعي، والأسماء الثلاثة كلها لا تملك حضوراً كبيراً على مستوى القارة، بل هي أصلاً لم تنجح بإثبات قدراتها القيادية داخلياً، ليبقى ممثل سعودي واحد هو الدكتور خالد الثبيتي الذي يُعد وجهاً جديداً ومختصاً بالشؤون القانونية، وتكون النتيجة خسارته فرصة الحصول على مقعد عضوية مجلس «الفيفا».
محزن أن نشاهد دولاً على هامش الخارطة الكروية تسجل نفسها ضمن اللاعبين المهمين في المنظومة القارية في وقت نعود للصفوف الخلفية ونخسر الحضور عدا عن التأثير، لكن ما حدث نتيجة حتمية لتراكمات وتراجعات نبه كثيرون لخطورتها وصرنا نجني ثمارها، وعند القول بعدم وجود ما يبرر الغضب فذلك مرده لغياب حالة الاستقرار الداخلي في السنوات الأخيرة.
المنظومة الكروية السعودية ظلت عاجزة عن الاستقرار على قيادة تملك رؤية واضحة وشخصيات تفرض نفسها على الجميع بدليل عجز مجلسين عن إكمال فترتهما القانونية، فالمعاناة من ضعف الكوادر تجلت بغياب الاستراتيجيات والخطط والقدرة على إبقاء اتحاد الكرة فوق الأندية لتكون الخسارة الآسيوية نتاجا طبيعيا لضعف ووهن داخلي، فالاتحاد العاجز عن إدارة مسابقاته بشكل مثالي والضعيف أمام سطوة ونفوذ الأندية لن يكون بمقدوره مجرد التفكير بمنافسة الآخرين.
علينا أن نصلح بنيتنا الكروية المفككة والتي أفرزت لنا ضعفاً تجلى بتحدي اللوائح والقرارات، والتأثير على قرارات من صميم اتحاد الكرة وأخيراً كانت الطامة مماطلة أندية بعينها إرسال لاعبيها لتمثيل المنتخب مثلما حدث الأسبوع الماضي مع منتخب المملكة للشباب الذي يبدأ مرحلة إعدادية لكأس العالم.
أخيراً، علينا أن نعلم أنه لا مكان للفاشلين في المنظمات الكبرى وأن نُصلح بيتنا من الداخل وأن نعيد قيمة وهيبة اتحاد الكرة وأن نضع الأشخاص الأكفاء والخروج من دائرة الفشل قبل منافسة الآخرين على الحضور والتأثير قارياً، وهو ما ننتظره من الأمير عبدالعزيز بن تركي بصفته رئيساً للجنة الأولمبية ومسؤولاً عن المؤسسة الرياضية.
سلطان السيف
نقلاً عن (الرياض)