الرأي
بن همام وبلاتر.. انقلاب السحر على الساحر!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تكتسب منظمة الفيفا قوتها وجبروتها من تنظيم وترتيب كأس العالم لكرة القدم، ولو كان هناك مسمار أخير في نعش رئيسها السابق جوزيف بلاتر لكان هو التصويت لاختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022م، فتقرير E60 عن الفيفا وبلاتر يقول أن محمد بن همام قاد حملة قبل سنتين من التصويت للترتيب للحصول على الاستضافة وبحسب كتاب (اللعبة القبيحة) لـ هايدي بليك وجوناثان كالفيرت، أن بن همام أنفق ما يقارب خمسة ملايين دولار على أعضاء لجان الدول الإفريقية وإحضارهم إلى الدوحة وإعطائهم مصروف يد وإمضاء وقت جميل من أجل دعم ملف قطر، وفي دولة أنجولا يناير 2010م أثناء كونجرس أفريقي (حضره أعضاء من اللجنة التنفيذية للفيفا وكل منهم لديه احد الاصوات الـ 24 التي تحدد الفائز بتنظيم كأس العالم) شُوهد إعطاء أموال لثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية مع العلم أنه يلزم الحصول على فقط على أصوات 12 من الأعضاء للفوز بتنظيم الكأس، وذلك وفقا لـ فيدرا المجيد (مستشارة إعلامية أميركية) عملت على ملف قطر الإعلامي، وبعد هذه الحادثة تم طرد فيدرا المجيد وإعطائها مهلة 3 أيام لمغادرة قطر.
في 2011م قامت المجيد بالإدلاء بشهادتها بسرية ودون فضح شخصيتها أمام البرلمان الإنجليزي وبعد ذلك استدعتها الفيفا لسماع أقوالها و وافقت على أن يكون الموضوع في سرية تامة ولكن قبل جلسة الاستماع يقوم بلاتر في مؤتمر صحفي (لا أعتقد سهواً) بتحديد التاريخ الذي ستأتي فيه المجيد للشهادة وحتى وقت انعقاد الجلسة وحينها رفضت هي الحضور حفاظا على حياتها و التي تقع الآن تحت حماية الشرطة الفيدرالية الأميركية FBI، حيث تعرضت للتهديد عن طريق رسائل واتصالات و وهجوم على بريدها الإلكتروني.
محمد بن همام هو نفس الشخص الذي ساعد بلاتر للوصول إلى منصبه في 1998م والبقاء فيه في 2002م بناء على وعد بلاتر بالتنحي عن منصبه ليخلفه بن همام، وهنا غدر بلاتر ببن همام، ولكن على هيئة صفقة كما يقول جوناثان كالفيرت وهايدي بليك، ففي عام 2011م وقبل الانتخابات بأيام تم استدعاء بن همام لمكتب بلاتر حيث تفاجأ بوجود أحد أفراد العائلة المالكة في قطر معية بلاتر و الصفقة ببساطة أنه إذا تراجع بن همام عن الانتخابات فسيقوم بلاتر ببذل كل جهوده لحصول قطر على حق تنظيم كأس العالم، وليلتها انسحب بن همام و بعد ذلك فازت قطر بتنظيم كأس العالم ومن الأمور المضحكة المبكية في آن واحد، أن بن همام قال في لقاء تلفزيوني أنه على مر التاريخ عندما يرى الدكتاتوريين آخرين يبرزون حولهم فأول ما يقومون به هو التخلص منهم، وإن كنت أفضل أن أصف الموقف بانقلاب السحر على الساحر.