سمية الخشاب
ثارت ثائرة البعض في السوشل ميديا على استضافة الممثلة المصرية سمية الخشاب لحضور حفل تكريم بعض سيدات المجتمع السعودي على إسهاماتهن في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية المختلفة.
سمية الخشاب ممثلة مصرية معروفة، لم يعرف عنها أي إسهام ثقافي أو اجتماعي أو علمي. لا تتفق طبيعة إسهاماتها مع الإسهامات التي تقرر تكريم السيدات السعوديات عليها، وفي الوقت نفسه لم تمثل السيدة الخشاب أي قيمة إضافية في الفن الذي تمتهنه. فلو وجهت الدعوة لحضور هذا الحفل للفنانة اللبنانية فيروز كان يمكن أن يهضم الناس حضورها بوصفها أيقونة نجاح في تاريخ الفن العربي وأعظم فنانة لبنانية، نجاح الفنانة فيروز المتفرد يجعلها نموذجاً للنجاح بصفة عامة رجالاً أو نساء.
سمية الخشاب لا تملك نجاحاً مثل هذا، لم تصنع أي شيء يميزها عن الممثلات الأخريات يرفعها نموذجاً يمكن أن ينقل كتجربة نجاح في النواحي المختلفة أو فيما يتعلق بالمرأة.
اختيار سمية الخشاب لحضور حفل تكريم نساء سعوديات لا يوصف بأنه غير موفق بل سيئ جداً، لا يوجد أي علاقة بين المناسبة وبين الضيفة سوى الأنوثة. إقامة مثل هذا التكريم لا يعد عملاً بروتوكولياً تنقضي أهميته وقيمته بانقضاء ساعات حدوثه. تكريم هاته السيدات لا يرمى إلى مكافأتهن على إنجازاتهن كما نفعل مع الناجحات في المدرسة، هذه الاحتفالية رسالة حضارية، تسجيل مرحلة مهمة من مراحل تطورنا الحضاري والإنساني، كل سيدة من السيدات اللاتي تم تكريمهن تمثل قطاعها وتمثل الأخريات اللاتي يعملن في القطاع نفسه.
الشيء الآخر الذي يتوجب إدراكه في كل خطوة نخطوها أن المجتمع السعودي يمر بمرحلة تحول كبرى، أي تحول يمس حياة المرأة على وجه الخصوص يثير حساسيات، نحن لم ننته بعد من تبعات الفكر القديم الذي اعتاد أن يهمش المرأة، مراعاة مشاعر أطياف المجتمع المختلفة أمر في غاية الأهمية.
في حفل كهذا يفترض أن تدعى امرأة صنعت شيئاً يعزز تاريخ مشاركة المرأة في عالم كان خاصاً وحكراً على الذكور، الممثلة والمطربة لا يمكن أن يكونا نموذجاً للاقتحام، الغناء والتمثيل مهنتان مفتوحتان للمرأة دائماً، وإذا كان لا بد من مشاركة مصر في احتفال كهذا فمصر مليئة بالمبدعات والعالمات والمفكرات والناشطات اجتماعياً.
مهما حاول المنظمون تفسير دعوة سمية الخشاب في مناسبة كهذه فلن يكون مقبولاً، لا يستطيع العقل أن يبتكر مكاناً أو دوراً لسمية الخشاب في احتفال كهذا.
عبدالله بن بخيت
نقلاً عن (الرياض)