تعشق قبل العين أحيانا.. 20 وصفاً للأذن باللغة العربية
أسماء الأشياء في اللغة العربية، متنوعة وثرية، بسبب ارتباط اسم الشيء بصفته وحالته أو وظيفته، فتزداد الأسماء لمسمى واحد، وقد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 100، حسب ما ذكره صاحب (تاج العروس) عن أسماء العَين، وحدها.
ووضع العرب مصنفات عديدة في أسماء الأشياء، نظراً لتعدد اللغات واختلافها من بيئة اجتماعية إلى أخرى، ومؤثرات الاجتماع الإنساني في مفردات الكلام الذي يموت بعضه ويبقى بعضه الآخر، فيما يكتب لجزء منه أن يدخل في الاشتقاق فتخرج منه مفردات جديدة.
لكن الكلمة التي لم تعد مستخدمة، لا تموت، ذلك أنها وضعت أصلا لمعنى محدد في سياق محدد، وبالتالي فإن موتها يعني موت الجملة التي كانت جزءا من مكوناتها البيانية، ولهذا يعمد المصنفون العرب إلى وضع مصنفات بالمفردات والكلمات، لا بقصد الإحياء أو الدعوة إلى إعادة استعمال ما أهمله الناس عبر التطور اللغوي والحضاري، بل بقصد الإبقاء على ما كانت تشير إليه تلك الكلمات، بصفتها إرثاً إنسانياً وتاريخياً واجتماعياً، لا يمكن بحال من الأحوال شطبه أو محوه.
للأذن الجميلة هذا الاسم
في العربية العديد من المصنفات التي تعنى بأسماء الأشياء، ومنها ما حمل الأخيرة كاملة في عنوانه، ككتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلال العسكري، المتوفى نهاية القرن الرابع الهجري. وللمصنّف ذاته كتاب حمل اسم (المعجم في بقية الأشياء) وهو كتاب يجمع أسماء بقية الأشياء في اللغة العربية.
وعلى ذات المنوال، كتاب حديث نسبياً هو (معجم أسماء الأشياء) للبابيدي الدمشقي، أحمد بن مصطفى، المتوفى سنة 1318 للهجرة. ولعل (فقه اللغة وأسرار العربية) للثعالبي، عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، المتوفى سنة 429 للهجرة، هو أحد كتب العربية الجوهرية التي جمعت ما تستطيع من أسماء الأشياء، مهما صغر حجمها أو جهل الناس بها ولم يعودوا يستعملونها.
وكان للعين أو الشفتين أو الوجه أو الأسنان أو العنق، أسماء كثيرة جمعها المصنفون العرب، خاصة أن أغلب هذه المسميات مرئية بالإبصار المباشر، إنما كان للأذن التي هي حاسة السمع التي مكّنت بشار بن برد من الوقوع بالعشق، قبل رأي العين، في قوله (والأذن تعشق قبل العين أحيانا)، وعلى الرغم من عدم ظهورها المباشر على العين، أوصاف كثيرة بلغت عشرين وصفاً تبعاً لأشكالها واستدارتها وابتعادها أو اقترابها من الرأس، حسب ما أجمله أبو هلال العسكري في أسماء تلخيصه.
وكانت العرب تستحب شكل الأذن، على ما يبدو، ووضعت للمستحسنة منها، اسماً يخصها، فالأذن “الصمعاء” هي النوع اللطيف من أنواع الأذن. فيقال للرجل الحامل مثل تلك الأذن (رجل أصمع) وللمرأة (صمعاء). ويقول (تاج العروس) إن الصمعاء هي الأذن الصغيرة اللطيفة المنضمة إلى الرأس.
امرأة سكَّاء ورجل أَقنف
أما إذا كانت الأذن مسترخية، فهي الخذا، والرجل صاحبها هو أخذى، والمرأة خَذواء.
وفي حال كانت أذن المرء صغيرة وملتصقة برأسه، فهي السَّكَك، فيقال للرجل أسكّ، وللمرأة سكَّاء.
وتقبل الأذن على الوجه، لاستطالة بها تغيّر حجمها، فيقال عنها في تلك الحالة، الغضفُ، فيقال لحاملها، أغضف، ولحاملتها، غضفاء.
إن توسعت عن الغضف، أصبحت “القنف”. وتحمل صفة القنف لأنها انقلبت على الوجه، وتباعدت عن الرأس. فيقال، رجل أقنف، وامرأة قنفاء.
حتى إذا اقتطعت بالكامل فأيضاً لها اسمٌ خاص
الأذن القائمة، هي الشَّرْفاء. والأذن الصغيرة محددة الطّرف، هي حَشْرَة، ومُؤلّلة.
وإذا حصل انزواء في أعالي أطراف الأذن، فتصبح القَفعاء، والقفع انزواءٌ في أطرافها العليا. أما إذا اقتطع شيء من طرف الأذن، دون سبب واضح، تصبح “قَصواء” و”عضباء”. ولو كان فيها شق واسع، تكون الرَّعلاء.
أما الأذن الشَّرماء، فهي التي اقتطع منها شيء يسير، أمّا إذا اقتطعت من أصلها، فهي الصَّلماء، والكشماء. أمّا إذا كان لها شحمة ضخمة، فهي الوَفراء، وإن تم اقتطاع جزء من أعلاها، فهي الجدعاء.
وإن كانت الأذن طويلة وعرضية، فهي شُفاريّة، لكن عندما تشق لحمتها فهي الخَرماء.