فَعَلَها محمد بن سلمان
المشروعات الخاصة بالأقمار الصناعية وهياكل الطائرات والطاقة النووية ومختبر الجينوم البشري أحد أكبر برامج التحوّل الوطني للكشف عن الطفرات المسببة للأمراض الوراثية، والتي تم إطلاقها مؤخراً في المملكة كجزء من جهود التحديثات الضخمة، تجعل من هذه المشروعات متعددة الاتجاهات المجتمع السعودي متهيئاً لمرحلة ما بعد النفط.
تعكس هذه المشروعات الطموحة التخطيط المستمر الذي يتصف بالجدية والصرامة والالتزام في التنفيذ مع خطة زمنية مدروسة للمشروعات لرفع سقف الأهداف التنموية وفتح آفاق رؤية المملكة 2030 التي تهدف بمجملها إلى تحقيق موازنة واعتماد موارد اقتصادية متجددة ومستدامة.
لقد أبحر العالم في محاولة كشفت الرؤية الإصلاحية التي عبّرت بشكل أو بآخر عن شخصية قيادية تنزع للتغيير بإرادة صلبة في قوة جبل طويق لتكون مرحلة اتخاذ القرارات المهمة والحاسمة، مرحلة كفيلة بالقضاء على البيروقراطية التي وضعت المملكة في وقت سابق في حيز السكون أمام التغييرات الجارية من حولنا في العالم.
الخطة الطموحة تتجه نحو تنويع مصادر الدخل وهو ما ينصب في النهج الإصلاحي التكاملي في إطاره الشامل وإعادة هيكلة أقوى اقتصاد لدولة نفطية، وجلب المزيد من الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والصناعة والسياحة والتعدين، ما يحوّل المملكة إلى قوة استثمارية عالمية لديها القدرة في المستقبل القريب بالتخلي الكامل عن الاعتماد على النفط.
إذن المملكة تسير نحو مرحلة متطورة مختلفة يعبر عنها مشروع تصنيع الطائرات التدريبية في إطار تمكين الصناعات الوطنية الحربية ودعم الاقتصاد الوطني وخلق وظائف نوعية، والتي تندرج كأهم أهداف رؤية 2030، حيث كشف ولي العهد يوم الأحد الماضي عن أول طائرة تدريب من طراز هوك خلال حفل أقيم في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في المنطقة الشرقية وتم الكشف عن مراحل تجميع وتصنيع الأجزاء الرئيسة لها من قبل الشباب السعودي، تأتي مراحل تجميع الطائرة بعد ذلك والاختبارات عليها بعد التجميع، واختبار قبول الطائرة بعد الطيران. وكذلك مبادرات السعودية من خلال البرنامج البريطاني لنقل وتوطين التكنولوجيا.
محمد بن سلمان منح الإذن لأول طائرة تدريب نفاثة من طراز “هوك” بالإقلاع والتحليق في سماء المملكة العربية السعودية ليقول للعالم إن أكثر من 70 في المائة من القوى العاملة للمشروع هم شباب سعوديون، يعملون على تجميع 22 طائرة هوك بعد أكثر من عامين من التدريب على أيدي الخبراء الدوليين.
وأشرف برنامج التعاون الدفاعي السعودي البريطاني، بالتعاون مع BAE Systems، على تدريب الشباب السعودي بمشاركة أكثر من 25 شركة وطنية.
خلال حدث الإطلاق، أقلعت الطائرة لرحلتها التجريبية فوق هام السحب وسط مشاعر فرح كبير صادق به ولي العهد على طموح الشباب السعودي الواعي والمثقف وقيمه العالية والذي يحتاج فقط فرصة ليعبر عن همته الشامخة كجبل طويق هذه الهمة التي حلقت بها أول طائرة نفاثة سعودية فوق سماء أغلى أرض.
فهد بن راشد العبدالكريم
نقلاً عن (الرياض)