مهرجانات الشرقية.. البهجة والتنوع
عاش سكان المنطقة الشرقية في الأيام الماضية أفراحا بهيجة من الأحساء إلى الخفجي مرورا بالجبيل والدمام والخبر، حيث شهدت هذه المدن وما جاورها، عدة مهرجانات وفعاليات ترفيهية وتراثية وثقافية، لاقت إقبالا كبيرا، سواء ما كان منها في الهواء الطلق على كورنيش الدمام أو الخبر أو الجبيل، أو في الصالات، مثل الصالة الخضراء، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء، وهو إقبال متوقع، كنا نشاهده سابقا في المواسم التي تقام فيها مثل هذه المهرجانات في دول الخليج العربية، وخاصة في البحرين، عندها كانت حركة المرور تبلغ ذروتها في جسر الملك فهد، لكثرة العابرين ذهابا وإيابا، وها نحن نشهد في هذه المنطقة من المهرجانات وفي أيام قليلة ما لم يشهده غيرنا في شهور كثيرة، حتى أصبح أهل البحرين وغيرها من دول الخليج من رواد هذه المهرجانات، وكانت مواكبة أجهزة الإعلام لهذه المهرجانات دليلا على أهميتها وإقبال الناس عليها، بسبب تنوعها الذي يتيح إشباع رغبات وميول الكثيرين، ولعل أبرزها مهرجان الأفلام الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام، واحتضنه مركز إثراء، إلى جانب أنشطة أخرى قدمها هذا المركز، ضمن أنشطة موسم الشرقية، ومنها فعاليات السينما السيمفونية، الذي تشهده المنطقة الشرقية للمرة الأولى في تاريخها، ولن أتحدث هنا عن الحفلات الغنائية، ذات الطابع التجاري، فهذا أمر أنا شخصيا غير مؤهل للحديث عنه، فلست من رواد هذه الحفلات، وكما قيل: وللناس فيما يعشقون مذاهب.
وقد بدأ مهرجان الساحل الشرقي فعالياته مؤخرا ليقدم إضافة مميزة لما شهدته المنطقة الشرقية من فعاليات في هذه المهرجانات التي تضمنها موسم الشرقية، والحديث عن مهرجان الساحل الشرقي وهو في نسخته السابعة، يقودنا إلى الإشارة للتطور الذي يشهده المهرجان عاما بعد عام، وفي هذا العام تتضح أبرز معالمه في القيصرة التي تعتبر محاكاة لقيصرية الهفوف الشهيرة، إلى جانب مشاركة دول أخرى خليجية وأجنبية في المهرجان، إلى جانب الزيادة الملحوظة في عدد المحلات المشاركة، وتعتبر الأرض التي أقيم عليها المهرجان مسرحا مفتوحا حيث الأوبريت الغنائي، وكذلك الأهازيج الوطنية والتراثية التي تشهدها يوميا ساحة هذا المسرح المفتوح في كورنيش الدمام، ويشارك في تقديمها مئات المشاركين من الشباب، بلغ عددهم هذا العام 850 شابا انتظموا في لوحات فنية رائعة، ليعيدوا للأذهان ذكرى ذلك التراث الغنائي الأصيل في منطقة الخليج، يوم كان الغوص هو المهنة الرئيسة، بما فيه من فنون بحرية، ثرية بأغاني البحر ومواويله وأهازيجه المشبعة برائحة البحر، ومعاناة الغوص، وتعب الترحال في مغاصات اللؤلؤ. وتواجدت في المهرجان كذلك صناعات شعبية، وحرف يدوية كثيرة، كما كان للأسر المنتجة مكانها المميز في أرض المهرجان، وحظيت المبيعات التراثية بإقبال شديد، ولا شك أن وراء كل هذه الإنجازات جهودا كبيرة بذلها المسؤولون في الجهات الرسمية المتعاونة مع هيئة السياحة والتراث الوطني لإنجاج فعاليات هذا المهرجان، وكذلك رجال الأعمال الذين أسهموا في دعم المهرجان بشكل أو بآخر.
ثمة ملاحظة لا بد أن كثيرين لاحظوها هي مشكلة الازدحام المروري، وعدم وجود الأماكن الكافية لوقوف سيارات زائري المهرجان، وهو أمر يحتاج لاهتمام أكثر من المسؤولين في جهات الاختصاص، خاصة وأن أعداد الزوار للمهرجان في ازدياد مطرد يستوجب البحث عن الحلول المناسبة.
خليل الفزيع
نقلاً عن (اليوم)